سجلت أعداد المهاجرين اللبنانيين المتجهين إلى قبرص عبر البحر المتوسط ارتفاعا حادا خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك في ظل معاناة لبنان من ظروف اقتصادية صعبة فاقمها انفجار ميناء بيروت الشهر الماضي، وفقا لبيانات الأمم المتحدة الصادرة حديثا.
وأكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن انفجار بيروت خلف “ندوبًا مؤلمة” غير مرئية للعديد ممن عانوا من الخسائر، وقالت: “نحن نساعدهم على إعادة بناء حياتهم من خلال الدعم النفسي الأساسي”.
وأعربت المفوضية في بيان مشترك مع منظمة يونيسف لبنان عن القلق البالغ إزاء ارتفاع أعداد الرحلات المنظمة ذاتياً على متن قوارب والمتوجهة إلى قبرص خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضاف البيان المشترك “إن الحادثة (وفاة عدد من المهاجرين خلال رحلة بحرية استمرت سبعة أيام)، التي وقعت في مطلع هذا الأسبوع تذكير مأساوي باليأس الذي يشعر به عدد متزايد من الأشخاص في لبنان”.
وحذرت منظمات إنسانية من أن تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي لم يعد مشكلة تقتصر على الأقلية فقط في لبنان، خاصة اللاجئين السوريين الذين تم التخلي عنهم دون مساعدات في المناطق المهمشة من البلاد.
من جانبها، تحدثت صحيفة “لوريان لوجور” عن قيام رجل عاطل عن العمل (21 عاما)، يدعى صفوان، بالصعود على متن قارب للمهربين في ميناء طرابلس بشمال لبنان وبرفقته زوجته الحامل وابنهما الصغير، وغادروا مع عشرات المهاجرين من لبنان وسوريا ودول أخرى، وذلك بعد أن باع كل ما يملكه لدفع ثمن الرحلة، وفقاً لموقع “مهاجر نيوز”.
وأضافت أن صفوان والآخرون تُركوا دون طعام أو مياه على القارب، الذي انجرف في البحر لمدة ثمانية أيام، مات خلالها ابنه الصغير من العطش، وبعد أن حمل الشاب اللبناني جثمان صغيره بين ذراعيه، ألقاه في البحر ملفوفا بقطعة قماش بيضاء، وفقا للصحيفة.
https://twitter.com/LOrientLeJour/status/1307202182664642560?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1307202182664642560%7Ctwgr%5Eshare_3&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.infomigrants.net%2Far%2Fpost%2F27484%2FD8A8D8B9D8AF-D8A7D986D981D8ACD8A7D8B1-D985D8B1D981D8A3-D8A8D98AD8B1D988D8AA-D8A7D8B1D8AAD981D8A7D8B9-D8A8D8A3D8B9D8AFD8A7D8AF-D8A7D984D985D987D8A7D8ACD8B1D98AD986-D985D986-D984D8A8D986D8A7D986-D8B9D8A8D8B1-D8A7D984D8A8D8ADD8B1-D8A5D984D989-D982D8A8D8B1D8B5
فيما نشرت منظمة “أنقذوا الأطفال” (save the children) صورة لوالد أحد الأطفال الذين توفوا في البحر، وقالت مديرة مكتبها في لبنان “لقد دفع طفلان حياتهما ثمناً للظروف البائسة التي لا تزال تعاني منها آلاف العائلات في لبنان”.
وقالت المنظمة الإنسانية في نهاية تموز الماضي، وقبل أيام قليلة من الانفجار الدامي في بيروت، إن نصف مليون طفل لبناني وسوري وفلسطيني، من بين جنسيات أخرى، معرضون للجوع في بيروت بسبب الأزمة الاقتصادية الطويلة.
https://twitter.com/Save_GlobalNews/status/1307607407674130433
هذا وتنقل وسائل إعلام محلية من حين لآخر أخباراً عن انتشال جثث لمهاجرين، بينها جثث لأطفال توفوا في البحر أثناء محاولات الهجرة في مراكب صغيرة تتجه إلى جزيرة قبرص القريبة من لبنان، والتي تعتبر البوابة البحرية الأوروبية الأقرب إلى شواطئ لبنان وسوريا.
جدير بالذكر، أنه قد عُثر يوم الإثنين الماضي على 4 جثث لمهاجرين قبالة الساحل اللبناني، في حين أنقذت فرقة العمل البحرية التابعة لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام “يونيفيل” الأسبوع الماضي 36 مهاجرا، من بينهم صفوان وزوجته.