نشر الخبير في مجال الإدارة ومهارات الحياة واختيار التخصص “أمجد جنباز”، توجيهات تساعد الطلاب على اختيار التخصص الجامعي، معقباً بقوله: “خسرت الكثير من السنوات بسبب اختياري التخصص الخاطئ والبحث عن التخصص المناسب، وألفت بعدها كتاباً ليتحدث عن آلية اختيار التخصص”.
ولخص “جنباز” أهم ما يجب معرفته في اختيار التخصص بنقاط هي:
١- اكبح عاطفتك.. ولا تختار تخصصك بناء على العاطفة:
كثيراً ما ستسمع عبارات: ابحث عن الرغبة، ادرس ما تحب، اتبع شغفك.. ولكن جميع هذه المعايير (الرغبة، المحبة، الشغف) عاطفية تتغير باستمرار وتتأثر بما تراه وتشاهده، هل ستدرس الطب لأنك تحبه؟ كيف أحببته؟ هل أنت متأكد أنك ستبقى تحبه بعد تجربته؟
من العاطفة أيضا أن تختار تخصصا لأنه تخصص شخص تحبه (أب، صديق، قدوة، مؤثر) أو لأن أبويك أقنعاك به، أو أن تختاره بعد موقف مؤثر (مثلاً: طبيب أنقذ حياتك قريب لك، فأحببت الطب وقررت أن تدخله)، أو لأن المظهر الخارجي جذاب (مثلاً: أن تختار الطيران لأن الطيار يجول العالم).
٢- لا تختار التخصص بناء على أشياء متغيرة.. ولا تلحق فرص العمل:
رسالتك في الحياة تتغير وتنضج مع الوقت؛ وكطالب ثانوي لن تكون رسالتك مكتملة لتبني عليها، ففرص العمل متغيرة، وحتى أقوى المتنبئين لن يتمكن من معرفة ما سيحدث بسوق العمل بدقة بعد ٥ سنوات، هناك فقط تنبؤ بالاتجاهات العامة.
ومن الأشياء المتغيرة نظرة المجتمع فالمجتمع يحب مهناً اليوم، قد يكرهها لاحقاً وبالعكس، (تذكر نظرة المجتمع الإيجابية اليوم للطباخ، المصور، الرسام، وغيرها وقارنها بنظرته لها قبل ١٠ سنوات!).
٣- التخصص الجامعي يختلف عن المهنة.. اختر المهنة أولاً ثم التخصص:
هناك عدد كبير من التخصصات الجامعية، لكن هناك عدد أكبر بكثير من المهن التي بإمكانك العمل بها: فالتخصص الجامعي الواحد يتيح لك العمل في أكثر من مهنة، والمهنة الواحدة بالإمكان الوصول أليها بأكثر من تخصص جامعي عند الاختيار.
فإن كانت المهنة التي تود العمل بها هي تحليل الأعمال Business Analysis بإمكانك دراسة: (إدارة الأعمال – علم البيانات – الهندسة الصناعية)، وكل واحدة من هذه التخصصات ستعطيك مهارة مختلفة تساعدك لتكون “محلل أعمال”، وستعتمد على القراءة والتدريب لتنمي مهاراتك الأخرى في المهنة.
٤- الجامعة لا تعطيك التخصص، بل تعطيك اللياقة:
القليل من المهن مرتبطة بتخصصات جامعية (مثلاً: مهنة الطب تحتاج لدراسة الطب)، لكن، ومع تعقد المشاكل والمهن في عصرنا، سنرى أن الكثير من المهن بالإمكان شغلها من أي شخص ذو لياقة عالية في التحليل والتعلم وحل المشكلات، بغض النظر عن تخصصه!
لذلك لا تعتمد كثيرا على “التخصص” الذي ستعطيه إياك الجامعة، وحاول أن تختار الجامعات التي تقوي الطالب وتصقله في المهارات العامة المطلوبة (كالإبداع وحل المشكلات والتحليل، وغيرها)، لذلك سترى أن خريجي بعض الجامعات الصعبة يحصلون على فرص وظيفية بسهولة، بسبب تلك المهارات.
٥- إن لم تكن متأكداً من التخصص:
اختر تخصصات عامة بناء على نصيحة ٣ و ٤، ولا تدخل تخصصات محدودة المهن، بل اختر تخصصات عامة تتيح لك العمل في عدد أكبر من المهن.
فالنضج المهني Career Maturity ومعرفة الشخص للتخصصات المناسبة له، قد يتأخر إلى ما بعد التخرج من الجامعة، لذلك ستساعدك التخصصات العامة بأن تكون أكثر مرونة في تغيير مهنتك بسهولة (أو بأقل الخسائر)، أما دخولك لتخصصات محددة، فسيصعب عليك تغيير المهنة بعد أن تكتشف ذاتك وتصل للنضج المهني.
٦- تغيير التخصص خيار متاح دوماً:
لا تحذف خيار “تغيير التخصص” أبداً من قاموسك، وكلما اكتشفت بأنك تسير في الطريق الخطأ بشكل أبكر، كلما كانت تكاليف تغيير التخصص أقل، وتذكر بأن تغيير التخصص متاح في السنة التحضيرية، وفي السنوات الأولى، وفي الماجستير، وبعد العمل، وتقريباً.. دوماً!
ولكن عندما تقرر تغيير تخصصك، تمهل كثيراً فالخطأ الأول سيغفر لك عادة، أما الخطأ الثاني فسيكون مؤلماً أكثر لك! لذلك ادرس خياراتك بشكل جيد، ولا تغير التخصص أبداً بسبب العاطفة (كره الجامعة، كره الزملاء، كره الشركة).
آلية اختيار التخصص:
هناك معيارين أساسيين فقط لاختيار التخصص، يجب توفر هذين المعيارين في أي تخصص ستختاره، وهما: (القدرة والمتعة).
القدرة: أن تتمكن من ممارسة التخصص بنجاح وتميز.
المتعة: أن تشعر باللذة والسعادة أثناء ممارستك للتخصص.
إذا: عليك أولاً أن تفلتر التخصصات وتبحث عن التخصصات التي تحوي على المعايير الرئيسية “المتعة + القدرة”، ثم تفلتر النتائج باستخدام المعايير الثانوية التي تختلف من شخص لآخر، وستحتاج خلال رحلة البحث عن التخصص أن تقرأ أكثر عن التخصصات والمهن المختلفة.