تيك توك
غزا تطبيق تيك توك (Tik Tok) الاجتماعي في العامين الأخيرين، العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، وحقق انتشاراً كبيراً بين الشباب على حساب منصات اجتماعية كبيرة، مثل يوتيوب وفيسبوك وتويتر، فما هو سرّ هذا الانتشار الكبير لهذا التطبيق؟.
تطبيق التيك توك Tik Tok
تيك توك هو عبارة عن منصة على الانترنت، يقوم الأشخاص بتصوير أنفسهم بفيديو قصير ويضيفون إليه مؤثرات موسيقية مأخوذة من أفلام عربية، وربما أجنبية وغيرها من المواد المتوفرة عبر الانترنت.
وترجع هذه المنصة أو التطبيق إلى أصول صينية، وتم إطلاق التطبيق تحت اسم (Douyin) في الصين لأول مرة في أيلول عام 2016، وحصل خلال عام واحد على 100 مليون مستخدم، مع أكثر من مليار مشاهدة لمقاطع الفيديو يومياً، ودفعت هذه الخطوة الشركة للعمل على إطلاق التطبيق بشكل عالمي.
ثم في عام 2017، تم إطلاق تطبيق “تيك توك” في الأسواق الدولية، بشكل رئيسي في آسيا والولايات المتحدة، وبعدها أنفقت شركة (بايت دانس) الشركة الأم للتطبيق، مليار دولار لشراء (Musical.ly)، وهي شركة ناشئة مقرها في شنغهاي، وذلك للاستفادة من قاعدة المستخدمين الشباب للمنصة الرقمية، وفي آب 2018 اندمج (TikTok) مع (Musical.ly) لإنشاء مجتمع فيديو أكبر مع دمج الحسابات والبيانات في تطبيق واحد يحمل اسم ( TikTok ).
انتشار “تيك توك” في العالم
استطاع تطبيق الفيديوهات القصيرة تحقيق رقم قياسي له في عام 2019، حيث وصل عدد مرات تنزيله أكثر من 1.5 مليار مرة على متجري “أبل” و”غوغل”.
كما أصبح التطبيق ثالث أكثر تطبيق خارج فئة الألعاب من ناحية عدد مرات التنزيل، متفوقاً على تطبيقي إنستغرام وفيسبوك، ويسبقه في الترتيب فقط “واتساب” و”ماسنجر”.
أسباب الانتشار السريع لـ”تيك توك”
وللحديث حول أسباب الانتشار السريع للتطبيق بين فئة الشباب، تواصلت “حلب اليوم” مع الخبير الأمني والرقمي التونسي “أيمن القطاري”، والذي أوضح أن الفئة الأكثر إقبالا على التطبيق تتراوح أعمارها بين 16-25 سنة، وهذه الفئة تكون في مرحلة المراهقة، تبحث عن “الشهرة والتواصل” مع عدد أكبر من الناس، وهو ما يمنحه تطبيق تيك توك، حيث إن التطبيق يعتبر نافذة الشاب على العالم، ويمنحه منصة لإطلاق العنان لمواهبه وإبداعاته على التطبيق الصيني، ومشاركته مع العالم، ولم تعد الشهرة مقتصرة على فئة أو طبقة معينة من الناس.
وأشار “القطاري” إلى أن “سهولة استخدام” تطبيق “تيك توك” ساهمت أيضاً في انتشاره السريع، حيث يتيح التطبيق -بفضل واجهة المستخدم السهلة- للمستخدمين ابتكار محتوى بشكل مباشر بكل سلاسة بواسطة هواتفهم الذكية فقط، دون أي عناء، للوصول إلى جمهور أوسع وجذب مزيد من المتابعين، وبذلك يكون المستخدم الشاب تخلص من القيود التي كانت تحد من عرض مواهبه وإبداعاته.
وأضاف الخبير الأمني التونسي، سببا مهماً آخر لانتشار التطبيق، ألا وهو “عنصر الترفيه” في التطبيق، وقال “القطاري” إن وسائل التواصل الاجتماعي كلما كانت بعيدة عن عنصر الترفيه، كلما كانت أقل جذبا لفئة الشباب، وكل ما كانت ذات محتوى ترفيهي، كلما أقبل عليها الشباب بشكل أكبر، وذلك ما يوفره تطبيق “تيك توك” للمستخدمين، من خلال منحهم القدرة على تصوير أنفسهم، وإضافة تأثيرات موسيقية مأخوذة من أفلام عربية، وربما أجنبية على تسجيلاتهم.
ولفت “القطاري” إلى تطبيق “تيك توك” تميّز أيضاً بأنه لم يأت بمحتوى تقليديّ، سواء مكتوب أو مقروء، وإنما مسموع، حيث كانت بداية انتشار التطبيق عن طريق الموسيقى، وذلك ساهم أيضا بانتشار التطبيق.
استخدام تيك توك في العالم العربي
غالبا ما يكون محتوى تطبيق “تيك توك” فيديوهات قصيرة ذات محتوى ترفيهي، كالمزاح والمقالب والمرح والحركات الراقصة وغير ذلك.
وفي هذا الصدد يقول الخبير الأمني التونسي “أيمن القطاري” إن تطبيق “تيك توك” كثيراً ما يستخدم في العالم العربي للسخرية من الواقع السياسي، أو لنقد أوضاع سياسية أو أشكال اجتماعية، وذلك من خلال فيديوهات قصيرة ذات “محتوى مركّب” وموسيقى فكاهية.
هل يمكن استخدام “تيك توك” إيجابيا؟.. وكيف؟
أشار القطاري إلى أن تطبيق “تيك توك” كغيره من وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستغرام، يمكن استخدامها إيجابياً كما يمكن استخدامها سلبياً.
وأوضح “القطاري” بأنه من الممكن الاستفادة من التطبيق إيجابياً وذلك من خلال استخدامه في نشر محتوى ثقافي، مثل التكنولوجيا والتعليم والصحة واللياقة والطبخ”.
كما يمكن من خلال التطبيق تطوير ثقافة الشباب، واكتشاف مواهب فنية كوميدية من الممكن أن يكون لها أثر كبير في عالم التمثيل والمسرح، بحسب الخبير الأمني التونسي.