روى “ياسر الصعب” الأب المفجوع بأسرته بعد جريمة “بيت سحم” جنوبي “دمشق” مجريات وتفاصيل الجريمة، التي أودت بأسرته كاملة، ونجا منها بأعجوبة، لصحيفة “الوطن” الموالية للنظام، حيث استطاع على الرغم من تعرضه لجراح بليغة طلب النجدة وكشف هوية الجناة، الذين ظنّوه ميتاً.
وأوضح “الصعب” أنّ المجرمَين طرقا بيته عند السادسة والنصف صباح يوم الثلاثاء، 30 حزيران 2020، وأبلغاه أنّهما قادمان لإتمام صيانة المنزل بطلب من والد أحدهما، والذي كان قد عمل في منزله قبل أيام بصيانة التمديدات الصحية، وبعد استقباله لهم، طلبا منه إعداد القهوة، وعند جلبها وتقديمها لهما قام المدعو “محمد عمر مصطفى” بطعنه في خاصرته، الأمر الذي فاجأه ودفعه لسؤاله إن كان يريد المال يعطيه ما يشاء شرط عدم الاقتراب من أسرته، ليقوم بطعنه مجدداً في خاصرته الثانية ويوقعه أرضاً.
وتابع “الصعب” حاولت النهوض للتحدث معهما إلّا أنّهما وضعا بندقية “روسية” في رأسي، ثم تلقيت ضربتين على رأسي بها، قبل أن يوجّه الجاني سكينه بضربة على رقبتي لقتلي، ثم قام بملئ فنجان القهوة وبدأ بشربه أثناء التدخين، ووضع رجله على قدميّ بانتظار موتي بسبب النزيف، ليقوم بعدها المدعو “محمد عمر مصطفى” برفع صوته بالقول أنّ “السكرية انكسرت”، حرصاً على عدم انتباه أسرته على الضجيج الصادر من الغرفة، ليتركاه ملقى في الغرفة وينتقلان إلى الغرفة التي تنام فيها أسرته، حيث بدأت زوجته بالصراخ، والقول إنهم لا يملكون المال، كما استيقظ الأطفال بسبب الأصوات، ليطلب منهما القتلة الذهاب إلى غرفتهم مع طمأنتهم بأنّه لن تحصل أي مشكلة.
وأشار المجني عليه إلى أنّ القتلة قاموا بشنق طفله الصغير أمامه، بالإضافة لقتل أولاده بعد تكبيلهم ورميهم في الحمام، وعند محاولته النهوض لمساعدة زوجته لم يستطع بسبب الجراح التي تعرّض لها، وبسبب دخان الحريق الذي افتعلاه قبل مغادرتهما لطمس معالم الجريمة، ليقوم بعدها بالصراخ عند الباب الذي تم قفله من الخارج لمنع أحد من الخروج، ويستجيب له الجيران الذين ساعدوه بالاتصال على والده وإبلاغه بالحادثة، كما أخبر جيرانه بأسماء الجناة خوفاً من مفارقة الحياة وعدم كشفهم.
وأوضح المقدّم “فريد نواف عسكر” مدير ناحية “ببيلا” التابعة لحكومة النظام أنّه تم إلقاء القبض على الجناة بعد نصب كمينين لهما، وأكدّ ما نقلته “حلب اليوم” بشكل حصري، قبل أيام، حول هوية أحد المجرمين، والذي ينتمي لقوات النظام، حيث أشهر سلاحه على الشرطة أثناء عملية اعتقاله، قبل مغادرة المنطقة.
ولفت مدير الناحية إلى أنّ الجناة قاموا باغتصاب الزوجة قبل قتلها، وقتلوا الأطفال بعد استيقاظهم، على الرغم من محاولة أحدهم تخفيف الأضرار من خلال تقديم حصالته المالية للمجرمين مقابل ترك والدتهم، الأمر الذي لم يحرك أي عاطفة لديهما، وفق “عسكر”.
وطالب آلاف الأشخاص بتنفيذ حكم الإعدام على الملأ بحق المجرمين، اللذين قاما بجريمة “بشعة” أودت بحياة أسرة بأكملها، بطريقة قاسية جداً، حيث من المنتظر الإعلان عن عقوبتهما خلال فترة قصيرة، بسبب الضغط الشعبي الكبير، والمطالب بإنزال أشد العقوبات بهما.