كشف معهد الشرق الأوسط أن رجل الأعمال المدرج على لائحة العقوبات الأميركية، رامي مخلوف، أصبح يشكل تحديا “خطيرا” لرئيس النظام بشار الأسد.
وأشار المعهد في تقرير له حول رامي مخلوف إلى أنه بالخروج في العلن للحديث عن خلافاته “خلق مخلوف صدعًا غير مسبوق في صفوف الموالين، حيث حول نزاعه مع النخبة الحاكمة في سوريا من نزاع كان يخضع لسيطرة محكمة وخلف أبواب مغلقة إلى نزاع مفتوح على الصعيد الوطني لم يُر مثله من قبل منذ مواجهة حافظ الأسد مع أخيه رفعت عام 1984”.
وأكد التقرير أن مخلوف يمثل تهديدا مباشرا لسلطة الأسد، مشيرا إلى أن كلمته في الفيديو الذي نشر يوم 30 نيسان الماضي حملت لغة تهديد مبطنة، عندما قال: “إذا استمر هذا المسار، ستكون الأوضاع في الدولة بغاية الصعوبة”، وكانت هذه رسالة واضحة بأنه لن يتراجع.
وأضاف التقرير أن مقطع الفيديو الأول كان مباشرا ومحاولة أخيرة للحصول على إعفاء من الضرائب التي فرضت على شركته “سيريتل” ولحث رئيس النظام على التدخل، وعرض من خلاله تسوية أوضاعه المالية.
ونوه التقرير إلى أن النفوذ الذي تمتع به مخلوف جعله هدفا لهجوم النظام، فقد بنى جيشا وجمع ثروة هائلة وحقق نفوذا إعلاميا وكون شبكة كبيرة من العلاقات التجارية والعسكرية المعقدة، ما جعله “تهديدا يلوح في الأفق وهدفا مربحا”.
ووفقا للتقرير فقد اعتمد نظام الأسد على مخلوف في توفير المساعدات المالية والعسكرية خلال سنوات الحرب، لكن مع زيادة قوته وحجم ميليشياته المسلحة، بات محتوما على النظام التحرك ضده الآن بعد أن أصبح “لاعبا خطيرا له الكثير من النفوذ والقوة”.
وجاء في التقرير أن النظام يستطيع إيجاد أشخاص يمكنهم سد الفجوة إذا تم الاستيلاء على إمبراطورية مخلوف، وهناك شخصيات “مستعدة للانقضاض وتوسيع نفوذها في حساب مخلوف في قطاعات مثل الاتصالات والإعلام والعقارات”.
وبحسب التقرير فإن هناك مشكلة تواجه نظام الأسد، هي أن مخلوف لا يزال يحتفظ بدعم كبير داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، إذ لديه مجموعة من الشركات التي وفرت فرص عمل لعشرات الآلاف من السوريين وأقام مشاريع إنسانية خلقت المتعاطفين والموالين له “وهنا تكمن أكبر معضلة للأسد: إن إخراج مخلوف بلا رحمة يخاطر بفقدان دعم مؤيديه، وإذا لم تسر الأمور وفقا لما هو مخطط لها، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة زعزعة استقرار البلاد”.
المشكلة الأخرى التي تواجه الأسد، هو أنه إذا سقط مخلوف في المعركة، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التمزق في نسيج المجتمع السوري، والقبض عليه لن يحل المشكلة أيضا لأنه سيبقى رمزا لشخص يمكنه الدفاع عن نفسه والوقوف ضد رئيس النظام، وإذا أُصيب أو قُتل، فقد يتحول إلى رمز يتم تكريمه وقد يؤدي ذلك إلى حدوث صدوع لا يمكن إصلاحها، وفقا لما ذكره المعهد.
وتشير صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أن “الخلاف بين الأسد ومخلوف يدخل في إطار إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي السوري” وقد نقلت عن الباحث لدى “المعهد الجامعي الأوربي في فلورنسا” جوزيف ضاهر ان “رامي مخلوف لا يملك لا القدرة ولا النية لقلب رئيس النظام لكنه احتفظ بنفوذه داخل بعض أجهزة الأمن ولدى بعض رجال الميليشيات، وهي أدوات قد يستخدمها بهدف خلق حالة عدم استقرار، وهو ما قد يدعو بشار الأسد” بحسب “لوموند”، لـ “إيجاد مخرج فيما يعمل بعض وجهاء الطائفة العلوية على خط الوساطة بين الرجلين”.