نشر رجل الأعمال الموالي للنظام “رامي مخلوف” تسجيلاً مصوراً أعلن فيه استمرار الضغوط عليه من قبل “السلطات” لإجباره على الانسحاب من الأعمال التي يديرها، ودفع المبالغ التي طالبته بها وزارة الاتصالات في حكومة النظام، والبالغة قرابة 130 مليار ليرة سورية.
وبرر “مخلوف” ظهوره على وسائل التواصل الاجتماعي للمرة الثانية خلال أيام – وصفها “بالصعبة”-، بعدم قدرته على التحمّل أكثر وضرورة معرفة الناس “ما عندهم”، حيث إنّ الموضوع ليس بحثاً عن شهرة، وإنما يتعلق “بجنى العمر” والشركات التي خصصت قسماً كبيراً من أرباحها “للأعمال الإنسانية”، على حد قوله.
وأكدّ “مخلوف” في الفيديو الذي عنونه “وَكَانَ حَقًّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”، أنّ أجهزة النظام الأمنية وبطريقة “غير إنسانية” بدأت باعتقال مدراء في شركة “سيريتل” للضغط عليه للتنازل والانصياع لمطالب النظام، مضيفاً أنّ هذا يعتبر استخداماً للسلطة في غير محلّها وأنّ السلطة لم تُعطَ لهذا الغرض، مناشداً رئيس النظام “بشار الأسد” بالوقوف عند هذا الأمر خصوصاً وأنّ المعتقلين من “الموالين” للأسد، حسب تعبيره.
واعترف قريب الأسد بدعمه للأجهزة الأمنية للنظام عندما أبدى استغرابه من قيامها باعتقال موظفين في شركته، وهو الذي كان أكبر داعم وخادم وراعٍ لهم أثناء “الحرب”، معتبراً أنّ الأمور بدأت تنقلب بطريقة مختلفة، مشيراً لخطر كبير يهدد استمراريتهم ووجودهم.
وطالب مخلوف أن يتم إيقاف تدخل “المحيط” بصاحب القرار، واصفاً هذا التدخل بأنّه لا يطاق ومقرف وخطر، مقسماً أنّ هذا “ظلم وتعدٍّ على ملكيات خاصة”، وهو غير مستعد للتنازل عن ممتلكاته لأنّه “مؤتمن عليها”، مضيفاً أنّ هذا اختبار من الله ومستشهداً بالآية القرآنية “ولا تخشوا الناس واخشون”.
وحذّر “مخلوف” من أن استمرارية إدارة الأمور بهذه الطريقة تجر إلى وضع لن يكون جيداً، وسيكون هناك “عقاب إلهي” لأنّه بدأ منعطفاً “مخيفاً”، راجياً من الأسد عدم تصديق الأشخاص الذين يطالبونه بدفع المال، ومنعهم من إلحاق الضرر بأشخاص خدموا النظام في وقت سابق.
وختم ابن خال الأسد حديثه بأنّ هناك من يطالبه بالتنازل وهو لن يتنازل وسيبقى موجوداً، وطلب “الإنصاف” من “الأسد”، مشيراً إلى أنه في حال عدم استجابته فإنّه لا يمكن له سوى الدعاء لله، بأن يحفظ الوطن لأنّ هناك خطراً كبيراً في ظل هذه المشاكل.
وكان “مخلوف” قد ظهر قبل أيام في أول تسجيل مصور له منذ تسع سنوات، متحدثاً عن مطالبة حكومة النظام له بمبلغ 130 مليار ليرة، مستخدما عبارات وصفها الكثير ممن تابعوا الفيديو بـ”عبارات الاستجداء” لرئيس النظام “بشار الأسد”.
يذكر أن منظمة “غلوبال ويتنس” لمكافحة الفساد كشفت أواخر عام 2019، أن عائلة “مخلوف” تتحكم بـ60 بالمئة من الاقتصاد السوري، وأن رامي مخلوف وحده يملك عقارات في العاصمة الروسية موسكو تقدر بحوالي 40 مليون دولار.