صورة تعبيرية
بدأت في مدينة كوبلنز الألمانية، محاكمة ضابطين سابقين في جهاز المخابرات التابع لنظام الأسد وهما أنور رسلان وإياد غريب، المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، إن المحاكمة بدأت بقراءة التهم الموجهة لأنور رسلان، وأنه سيرد في الأيام القادمة كتابياً عليها.
ووجه القضاء الألماني للمتهم أنور رسلان ، تهماً بالمسؤولية عن مقتل 58 شخصاً، وتعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف آخرين خلال عامي 2011 و 2012 في فرع الخطيب، بدمشق.
و يحاكم إياد الغريب بتهمة التواطؤ في جريمة ضد الإنسانية لمشاركته في توقيف 30 متظاهراً تم اقتيادهم إلى نفس السجن بين أيلول وتشرين الأول عام 2011.
وأشار المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان إلى أن هذه المحاكمة هي خطوة جديدة في طريق طويل، وهي متابعة لخطوات سابقة كصدور مذكرة التوقيف بحق جميل الحسن في ألمانيا وأيضا المذكرات التي صدرت بحق كل من جميل الحسن وعلي مملوك وعبد السلام محمود في فرنسا.
هذا ورحبت منظمة العفو الدولية، بالمحاكمة واعتبرتها خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة.
وطالبت المنظمة الدولية الدول إلى اتباع خطوات ألمانيا في بدء إجراءات لمحاكمة المشتبه في ارتكابهم جرائم بموجب القانون الدولي.
بدورها قالت منظمة هيومن رايتس ووتش: “إن القضية في كوبلنز ينبغي أن تكون بمثابة تحذير صارخ لأولئك الذين يرتكبون انتهاكات في سوريا حاليا، بأن لا أحد بعيد عن متناول العدالة. عشرات الآلاف من الأشخاص اعتُقِلوا أو أُخفوا في سوريا منذ 2011″.
وأكدت بلقيس جراح، المستشارة في برنامج العدالة الدولية في هيومن رايتس ووتش: ” أن هذه المحاكمة هي لحظة فاصلة بالنسبة إلى الضحايا المصممين على تحقيق العدالة عن الجرائم التي ارتُكبَت بحقهم في سوريا، ينبغي أن تكون إجراءات اليوم بمثابة تذكير مهم بالحاجة إلى القيام بالمزيد لضمان المساءلة عن الفظائع المروعة للصراع”.
وأضافت جراح: “مع منع سبل العدالة الأخرى، تقدّم المحاكمات الجنائية في أوروبا الأمل لضحايا الجرائم في سوريا الذين ليس لديهم مكان آخر يلجؤون إليه، تُظهر المحاكمة في كوبلنز أن المحاكم حتى على بعد آلاف الأميال من مكان حدوث الفظائع يمكن أن تلعب دورا حاسما في مكافحة الإفلات من العقاب”.