أفاد مراسل “حلب اليوم” في العاصمة دمشق، اليوم الاثنين، بأن الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها حكومة النظام لمواجهة منع تفشي فيروس كورونا، تسببت بخسائر كبيرة في القطاع الاقتصادي في دمشق.
ونقلت صحيفة “الوطن” الموالية عن رئيس قسم المصارف في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور “علي كنعان” أن خسائر الاقتصاد في سوريا تزيد عن 33.3 مليار ليرة سورية يومياً، أي ما يقارب 800 مليون دولار شهرياً، بعد تعطل أغلب القطاعات الاقتصادية عن العمل، وذلك إثر إجراءات التصدي لفيروس كورونا في البلاد.
وقدر “كنعان” أن خسائر الاقتصاد السوري خلال شهري آذار ونيسان بلغت نحو ترليوني ليرة سورية، معتبراً أنه في حال استمر الحظر لغاية حزيران القادم ستكون الخسائر بحدود 4 ترليونات ليرة.
وذكر أحد أصحاب المحال التجارية في العاصمة دمشق لـ”حلب اليوم”، أن المهن التي اعتبرتها حكومة النظام “غير ضرورية” ورفضت استمرار نشاطها لمواجهة فيروس كورونا، تعتبر المصدر الوحيد الذي يعيل مئات الآلاف من سكان المنطقة، مضيفاً أن المصدر الأساسي لتأمين قوتهم اليومي انقطع، حيث وجدوا أنفسهم بين تهديد شبح الموت والخوف من الإصابة بالمرض ونقص الاحتياجات الرئيسية، وفق قوله.
واعتبر المصدر أن من يحاول تجاوز الإجراءات سوف يتعرض لخسائر كبيرة، إما عن طريق المخالفات التي سيتم تسجيلها بحقه، أو فارق السعر بعد نفاد البضائع، مشيراً إلى أنه لا يمكن تعويض المبيعات بسبب توقف أسواق الجملة بشكل كامل.
وقال أحد العمال في مجال البناء لـ”حلب اليوم”، إن العمال كانوا يتقاضون راتباً يكفي تأمين معيشتهم بشكل يومي فقط، حيث إنهم يواجهون صعوبة في تأمين الدواء والثياب لأطفالهم، موضحاً أنه بعد توقف الأعمال دون سابق إنذار من قبل حكومة النظام، فإن غالبية العمال وقعوا في الديون، ومنهم من أصبح مديناً بأكثر من 500 ألف ليرة سورية.
وأشار إلى أن غياب الرقابة من قبل حكومة النظام زادت من تعقيد الوضع المعيشي، حيث يتحكم التجار بأسعار المواد الأساسية دون وجود تغييرات في سعر صرف الدولار أو تكاليف جلب المواد، مبيناً أنه يجب السماح لهم بمزاولة أعمالهم للخروج من هذا الوضع المتردي، بحسب قوله.
يذكر أن الإجراءات المتبعة لم تنعكس فقط على القطاعات الحكومية، بل انعكست أيضاً على الوضع المعيشي العام لمعظم سكان العاصمة دمشق وريفها، ممن يعتمدون على مصادر دخل يومية، والتي تم إيقافها بشكل كامل، دون تقديم أي تعويضات تذكر من قبل حكومة النظام، وفقاً لمراسلنا.