جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلويحه بهجومٍ عسكريٍ وشيكٍ لجيش بلاده في إدلب لإبعاد قوات النظام إلى حدود سوتشي، وذلك بعد أن فشلت جولات المباحثات الروسية التركية من التوصل إلى حلٍ بشأن المنطقة.
وقال الرئيس التركي في كلمة له ألقاها، اليوم الأربعاء، أمام الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، إن انطلاق عملية إدلب بات مسألة وقت، مؤكداً بالقول “ذات ليلة قد نأتي على حين غرّة “.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا أعدت خطة عمليتها العسكرية في محافظة إدلب التي تتعرض لهجوم عنيف من قبل النظام وداعميه، وأكد بالقول : “عاقدون العزم على جعل إدلب منطقة آمنة بالنسبة لتركيا ولسكان المحافظة مهما كلف ذلك”.
وأردف “إذا كانت الدول التي نحاورها في هذه المناطق لا تلبي المخاوف الأمنية لتركيا، سنضطر حينها لتفعيل خياراتنا، قلنا ولازلنا نقول لهم ذلك بوضوح وفي كل فرصة”.
وتابع “دخلنا في الأيام الأخيرة للمهلة التي أعطيناها لنظام الأسد كي يتراجع إلى حدود اتفاقية سوتشي، وإنهاء عدوانه في إدلب، الآن نُوجه تحذيراتنا الأخيرة له”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنهم لم يتوصلوا إلى النتائج المرجوة في المباحثات (مع الروس) سواء في تركيا، أو في روسيا، أو في الميدان.
وأوضح “على الرغم من أن المحادثات (مع روسيا) ستستمر، إلا أنه في الحقيقة أن ما نريده بعيد المنال على طاولة المفاوضات، تركيا قامت بكافة الاستعدادات لتنفيذ خطة عمليتها العسكرية في إدلب”.
الموقف الروسي:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المباحثات الروسية التركية في موسكو حول إدلب السورية لم توصل إلى نتيجة معينة، وحمل أنقرة مسؤولية تعثر الحل في إدلب.
وأشار لافروف إلى أن الجانب التركي فشل في تنفيذ بنود اتفاق سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر عام 2018، والمتعلقة بالفصل بين المعارضة ومن وصفهم بـ “الإرهابيين” في الإطار الزمني المحدد، وقال إن موسكو لا تطلب من أنقرة أكثر من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
ولفت لافروف إلى أن “الجماعات الإرهابية” في إدلب واصلت خلال الفترة الماضية استفزازاتها عبر القصف على قاعدة حميميم الروسية وقوات النظام، قائلاً بأن ما تقوم به قوات النظام “هي الرد على هذه الاستفزازات، وروسيا تدعمه في هذه التحركات”.
وأضاف أن الاتفاق الروسي التركي “لم ينص أبدا على تجميد الوضع في إدلب، وترك للإرهابيين حرية التصرف هناك، ولم يقدم أي أحد وعودا بعدم المساس بالإرهابيين”، على حد قوله.
وفي السياق، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن تنفيذ عملية عسكرية تركية ضد قوات نظام الأسد في منطقة إدلب “سيكون أسوأ سيناريو”.
وأضاف بيسكوف في تصريحات للصحفيين إن موسكو “تعارض بشدة تنفيذ هذه العملية لكن روسيا وتركيا ستبقيان على تواصل لمحاولة منع تصاعد التوتر في إدلب أكثر”.