مخيم “الشيخ علي” في معارة الأخوان بريف إدلب
تعرضت منطقة إدلب لعاصفة مطرية قوية استمرت منذ عصر يوم أمس الاثنين وحتى فجر اليوم، خلفت أضراراً فادحة في العديد من مخيمات النزوح.
وقال “علي الأحمد” النازح من بلدة “أبو مكي” بريف إدلب الشرقي إلى مخيم “الشيخ علي” قرب بلدة معارة الأخوان، قال لـ”حلب اليوم”: “كانت الليلة الماضية من أقسى الليالي علينا، لم نذق طعم النوم، أمضينا الليل ونحن نصارع الأمطار ونبعد المياه عن أطفالنا ونسائنا في الخيام خشية الغرق، ومع ذلك وبسبب غزارة الأمطار اقتحمت مياه الأمطار عدة خيام في المخيم”.
وأضاف “الأحمد”: “رغم أننا ومنذ أسابيع وتحسباً لمياه الأمطار قمنا -بجهود فردية- بجمع الحجارة ورصف طرقات المخيم ومحيط الخيام لكن طبيعة الأرض زراعية وليست ملائمة لتكون أرضاً لمخيم”.
وعن واقع المخيم أوضح “الأحمد”: “إننا في هذا المخيم منذ 4 أشهر تقريباً، ويضم المخيم 28 عائلة تقيم في 17 خيمة فقط، وهو أمر قد لا يصدقه الكثيرون لكنها الحقيقة، وخاطبنا الكثير من المنظمات وزارت مخيمنا العديد منها وأطلعت بأم أعينها ثم ذهبت ولم ننل منها إلا الوعود”.
وأضاف “الأحمد”: “خاطبنا أيضاً إدارة المخيمات لكنها اشترطت لتقديم المساعدات لنا أن لا يقل عدد قاطني المخيم عن مئة عائلة” وتساءل: “من أين نكمل لهم العدد!؟”.
وأشار “الأحمد” إلى أنّ النازحين القاطنين في هذا المخيم لا يتم الالتفات إليهم مطلقاً، سواء من المجلس المحلي لمعارة الأخوان أو من المنظمات، وشدد بقوله: “تعلمون أنّ النازح لا مال له ولا عمل له ولا دخل له وهو بحاجة إلى خبز وسلل إغاثية وحليب أطفال ومياه شرب ووقود للتدفئة، إضافة إلى مستلزمات المخيم من دورات مياه وعوازل وبطانيات، وهذا كله لم يتم الحصول عليه مطلقاً”.
وتعتبر المعاناة التي يعيشها النازحون القاطنون في مخيم “الشيخ علي الصغير” نسبياً هي المعاناة ذاتها لأكثر من مليون شخص يقطنون في قرابة ألف ومئتي مخيم على امتداد ريف إدلب.
كما وتعتبر المناطق الحدودية مع تركيا من أكثر المناطق اكتظاظاً بالمخيمات وتعيش معظمها حالة مأساوية خاصة في فصل الشتاء حيث الأمطار والبرد، وسط عجز المنظمات عن التعاطي مع الأعداد الكبيرة للنازحين، وتزامن هذا الواقع مع استمرار موجات النزوح منذ أشهر بسبب استمرار القصف على ريفي إدلب الشرقي والجنوبي.