قرية كفر مارس بريف إدلب الشمالي الغربي – مراسلنا
يعاني سكان قرى جبل “السماق” بريف إدلب الشمالي الغربي من أزمة في تأمين مياه الشرب، في ظل انعدام الآبار في تلك القرى بسبب تموضعها على تلال مرتفعة تجعل المياه على عمق يزيد عن سبعمائة متر، وفقاً لمراسل “حلب اليوم“.
وقال رئيس المجلس الموحد لقرى جبل السماق “عبد السلام قرمو” في تصريح خاص لـ “حلب اليوم“، إن تسعيرة صهريج مياه الشرب في قرى الجبل يتراوح بين 6 آلاف و8 آلاف ليرة سورية للصهريج الواحد، مشيراً إلى أن معظم المياه يتم ضخها بشكل مجاني وعلى نفقة إحدى المنظمات العاملة في المنطقة.
وأوضح “قرمو” أن القرى التسعة في جبل السماق “بنابل، قلب لوزة، مشتدلتة، كفركلا، بشندلايا، كفرمارس، حللة، تلتيتا، ككو”، لا يتوفر فيها أي بئر للماء.
وحول سبب التكاليف الباهظة لصهريج مياه الشرب، ذكر المسؤول المحلي أن أصحاب صهاريج المياه يضطرون إلى ملء صهاريجهم من مناطق “كفرتخاريم وأرمناز وحتان” وهي مناطق بعيدة نسبياً مما يزيد من تكاليف نقل المياه.
وأضاف “قرمو” أنَّ “التكاليف الباهظة للمياه أرهقت قاطني تلك القرى البالغ عددهم 12 ألف نسمة وجعل الكثيرين منهم يفكر بالهجرة منها”.
وعن خطط المجلس الموحد لحل أزمة مياه الشرب، قال “قرمو” إنهم يحفرون بئراً في قرية “كفركلا”، وسيكون بئراً مشتركاً للقرى التسعة، وأضاف أنهم بدؤوا به منذ فترة وبلغ عمق الحفر سبعمائة متر وحتى الآن لم يتمكنوا من الوصول للمياه بعد.
وأوضح أن عمر أزمة المياه في تلك القرى يعود إلى قبل سنوات الثورة السورية، وتابع أن بئر “نبع الفوار” الواقع في مدينة حارم شمال إدلب كان يغذي تلك القرى عبر مولدات ومضخات ضخمة تنتشر على طول الطريق وتعمل على ضخ المياه إلى جميع تلك القرى.
ونوه إلى أن العديد من تلك المولدات والمضخات وخاصة المتواجدة في الأراضي الزراعية خارج “حارم” تمت سرقتها منذ سنوات وهو ما حرم قرى جبل السماق من مياه “نبع الفوار” وجعل مياهه تقتصر على مدينة حارم فقط.
وأضاف “قرمو”: “خاطبنا العديد من المنظمات لتأمين مولدات ومضخات للمياه لإعادة أيصال مياه نبع الفوار إلى قرى جبل السماق لكن دون جدوى والسبب خشية تعرضها للسرقة مرة آخرى.
وأشار مراسلنا، إلى أن عشرات القرى في ريف إدلب الشمالي الغربي تواجه أوضاعاً معيشية صعبة أبرزها غياب شبكات الصرف الصحي عنها والإهمال في قطاع الصحة والتعليم من قبل المنظمات والمعنيين في إدارة محافظة إدلب وريفها.