التقى وفد من “المجلس السوري الأمريكي SAC” وشخصيات من الجالية السورية مع رئيسة اتحاد رؤساء البلديات الكبرى في تركيا “فاطمة شاهين”، بدعوة من السفارة التركية في واشنطن، وتم تناول العديد من الملفات على رأسها السوريون في تركيا، وفقاً لما أفاد به مراسل “حلب اليوم”.
وتجري “شاهين” التي تشغل منصب رئاسة بلدية عنتاب أيضاً، جولة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تحدثت خلال لقائها مع أعضاء الوفد بحضور السفير التركي لدى واشنطن، سردار قليج، وأمين سر اتحاد البلديات “بيرول إيكيجي” عن الخدمات التركية المقدمة للسوريين وما تأمله من الجالية السورية في أمريكا.
وأشارت “شاهين” إلى “حسن الضيافة التي تعامل بها تركيا وولاية غازي عنتاب ضيوفها من السوريين”، مشددة على أن بلادها ستواصل جهودها الإنسانية لتخفيف معاناتهم، لافتة إلى أنهم أنشؤوا نظام دعم اجتماعي للسوريين يضم العديد من النساء والأطفال في غازي عنتاب.
وتطرقت “شاهين” في حديثها إلى الإشاعات التي تلاحق السوريين في بلادها من دخولهم إلى الجامعات دون الخضوع لامتحانات، وحصولهم على منازل بشكل مجاني، وعدم دفعهم للضرائب، وحصولهم على رواتب شهرية، مشيرة أنه خلال حملتها الانتخابية الأخيرة حاولت التوضيح للأتراك زيف تلك الأشاعات، وطالبت السوريين خلال حديثها بدعم الحكومة بدحض الشائعات التي تستهدفهم من خلال تفاعلهم الإيجابي مع المجتمع التركي.
الشمال السوري والانتخابات على رأس أجندة الوفد
عبر الوفد السوري عن شكره لتركيا لما قدمته وتقدمه للسوريين، معربين عن أملهم باستمرار الدعم التركي للشعب السوري في الشمال السوري بغية تحسين الخدمات وضبط الأمن وتعزيز دور الحكومة السورية المؤقتة، وأن يكون الإشراف التركي على المنطقة عبر جهة مركزية عوضاً عن ما هو عليه الآن، حيث تشرف ثلاث ولايات على المنطقة التي باتت تعرف باسم “درع الفرات وغصن الزيتون”، بحسب المراسل.
وأبلغ الوفد رئيس اتحاد البلديات عن تطلعات الشعب السوري لإجراء انتخابات حرة ونزيهة كتلك التي يتمتع بها الشعب التركي.
دعوة لتطبيق القانون التركي على السوريين بالتدريج
قال مراسلنا إن الوفد دعا السلطات التركية إلى تطبيق القانون على السوريين بشكل تدريجي، وذلك على خلفية ما وصفه الوفد بـ “الإساءة” من قبل “جهات مغرضة” استغلت إنهاء بعض الاستثناءات الممنوحة للسوريين في العديد من القوانين والأنظمة بشكل مفاجئ.
ترحيب تركي بمقترح تعليم أبناء السوريين اللغة العربية
وأشار الوفد خلال اللقاء إلى أن السوريين في الولايات المتحدة يجدون في تركيا مكاناً لقضاء إجازاتهم خاصة من أجل الحفاظ على هوية أبنائهم ولغتهم العربية، داعياً تركيا إلى الاهتمام بتعليم اللغة العربية لأبناء السوريين عامةً وأبناء الجالية السورية خاصةً، الأمر الذي استقبلته “شاهين” بالترحيب واعتبرته “مكسباً كبيراً” لتركيا كونه يزيد من التنوع اللغوي في بلادها ويساهم في فتح أبواب التواصل مع دول الجوار، كما شددت على ضرورة تعلم السوريين في بلادها اللغة التركية وذلك بهدف الإسراع في الاندماج مع المجتمع التركي.
مطالبة بمنح الجمعيات السورية استثناءات
سلط أحد أعضاء الوفد السوري، الضوء على ما تعانيه الجمعيات السورية في إيصال المساعدات للسوريين وخاصة بعد فرض غرامات مالية وصفتها بـ”الباهظة” على بعض الجمعيات لتجاوزها قانوناً قديماً يمنع التعامل النقدي عبر الحدود، وبدأ تطبيقه بشكل مفاجئ وبأثر رجعي عليهم مما رتب غرامات كثيرة على المنظمات السورية – التركية التي تعمل في الداخل السوري.
وأشار المراسل إلى أن الوفد طالب الحكومة التركية بإعادة النظر في القانون وخاصة أنه قد فرض خلال الفترة الماضية غرامات تقدر بمئات آلاف الدولارات على هذه الجمعيات، داعياً إلى منحهم استثناءً كما حدث سابقاً في العراق وأفغانستان، الأمر الذي قابلته “شاهين” بوعود إعادة النظر والإحالة إلى المختصين.
دور الجالية السورية في الكونغرس الأمريكي
تحدث عضو الوفد الدكتور رضوان زيادة عن أهمية جلسات الاستماع التي يعقدها الكونغرس الأمريكي عن وضع السوريين في تركيا وفي مناطق شرق الفرات، ولفت النظر إلى ضرورة توفير الشهادات الصحيحة بالتعاون بين الجالية السورية والتركية في أمريكا.
وبحسب المراسل فقد طلب السفير التركي في واشنطن، من الجالية السورية أن تكون أكثر فعالية في إظهار حقيقة ما يجري وخطورة ما أسمها “المنظمات الانفصالية” على سوريا من خلال نشاطهم في الولايات المتحدة، حيث بلغ عدد أعضاء الكونغرس المنضمين لكتلة دعم الشعب السوري ٥١ عضواً من مجلسي النواب والشيوخ ومن الحزبين الديمقراطي والجمهوري وذلك بجهود الجالية التي تتبرع بسخاء بهدف الوصول لسوريا حرة وديمقراطية، وفقاً لما أفاد به أحد أعضاء الوفد.
صعوبات بحاجة لحلول
وسلط الوفد الضوء على الصعوبات التي تواجه السوريين في تركيا، وخاصة فيما يتعلق بتجديد إقاماتهم حيث يشترط وجود جواز سوري ساري الصلاحية، الأمر الذي سيكلف المقيم مبالغ باهظة، داعياً تركيا إلى القبول بالجواز السوري المنتهي الصلاحية أو إصدار وثائق سفر.
بالمقابل أكدت رئيس بلدية عنتاب “فاطمة شاهين” أنها على علم بمشكلة ملف الجوازات وهي قيد الدراسة، ويتم بالوقت الحالي البحث عن حلول لها، وفقاً لما أكده مراسل “حلب اليوم” الذي حضر اللقاء.