قرية “ملس” بريف إدلب الغربي
تواجه قرية “ملس” بريف إدلب الغربي 20كم غرب مدينة إدلب، تحديات كبيرة بسبب ضعف البنية التحتية، وتردي الواقع الخدمي بعد تزايد الضغط السكاني نتيجة النزوح الكبير إليها، مع غياب تام لمشاريع الصيانة أو الاستبدال للمرافق الصحية والخدمية.
أسباب مخاوف محلي “ملس” من قدوم فصل الشتاء
وأكد ممثل المجلس المحلي في القرية “إبراهيم الراعي” لـ”حلب اليوم” مخاوفهم من شتاء هذا العام، وما قد يحمله من أمطار وسيول، وسط عجزهم كمجلس عن حل مشكلة الصرف الصحي في القرية.
وأشار “الراعي” إلى رداءة أداء شبكة الصرف الصحي بسبب نسبة الميول الضعيفة في الشبكة، حيث بلغت نسبة 2 بالألف، إضافة إلى قربها من شبكة مياه الشرب وانسداد فتحات تصريف مياه الأمطار بالأوساخ والأتربة، كما أن الخط الداخلي للصرف الصحي هو قاعدة باتونية على الطريق العام وتحتاج إلى تبديل أو صيانة بأسرع وقت.
وعن أسباب مخاوفهم من مياه الأمطار، أضاف “الراعي” أنّ منحدراً جبلياً ترابياً يحيط بالقرية من الجهة الشمالية يتسبب كل شتاء بانجراف التربة إلى المنازل والطرق القريبة منه، وهو ما يتطلب جداراً إسمنتياً ملاصقاً للجبل بطول 570م تقريباً، ويعجز عن القيام به المجلس المحلي.
النظافة.. عمال بأجور رمزية.. وجرّار وحيد كثير الأعطال!
وعن واقع النظافة في القرية أوضح “الراعي” لـ”حلب اليوم”، أن مكب النفايات يبعد قرابة 7كم عن القرية، وأضاف: “نعتمد كمجلس محلي على عمال بشكل شبه تطوعي براتب شهري 15000 ليرة سورية فقط، وننقل النفايات بجرّار زراعي تابع للمجلس، لكننا عاجزون عن صيانة الجرّار الوحيد أو حتى استبدال إطاراته، ما سبب تعطل عملية إخلاء النفايات خارج القرية عدة مرات.
طرق فرعية بلا “إسفلت”..
وعن شبكات الطرق داخل “ملس”، أفاد مراسل “حلب اليوم” خلال جولته في القرية، بتردي معظم الطرق الفرعية وانتشار الحفر وغياب مادة “الإسفلت” عن معظمها، واعتماد الأهالي على البحص والأتربة في تعبيد طرقات القرية الفرعية، وهي لا تصمد مع الهطولات المطرية التي تجرف هذه الأتربة مخلفة بُركاً مائية، ما يصعّب عملية تنقل الأهالي وعبورهم لهذه الطرقات خلال فصل الشتاء.
ضعف استجابة المنظمات لدعم النازحين في القرية
وعن أوضاع النازحين في القرية أوضح “الراعي” أن القرية استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين من مختلف المناطق، حيث اضطر القسم الأكبر منهم للسكن في أبنية غير مكتملة التجهيز، وتفتقد للأبواب والنوافذ، ولم تُخدّم حتى اللحظة بشبكات المياه والصرف الصحي.
وأضاف الراعي أن عوائل نازحة أخرى أقامت خياماً لها على أراضٍ زراعية في القرية، وسط ضعف كبير من قبل المنظمات في تقديم الإغاثة والمستلزمات الأساسية للنازحين في القرية.
30 شعبة تعليمية بمدرسين متطوعين!
وعن قطاع التعليم في “ملس” والذي يضم 3 مدارس بثلاثين شعبة من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، أكد “الراعي” لـ”حلب اليوم” أن جميع المدرسين بهذه المدارس يعملون بشكل تطوعي، ما يضعف الواقع التعليمي في القرية ويحد من التزام المدرسين والطلاب بالعملية التعليمية.
ودعا الراعي المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في الشمال السوري إلى المبادرة لمساعدة “المجلس المحلي في ملس” في تحسين الظروف الخدمية بمختلف قطاعاتها في القرية.
يذكر أنّ الواقع الخدمي في معظم قرى وبلدات ريف إدلب يشهد تراجعاً كبيراً، في ظل تجاهل أو عجز المعنيين بإدارة منطقة إدلب وريفها عن القيام بالمشاريع الخدمية اللازمة وتحسين المرافق الصحية والبنية التحية، باستثناء بعض المشاريع الصغيرة التي تقوم بها عدد من المنظمات العاملة في المنطقة، وهي لا تغطي سوء جزء بسيط من متطلبات تحسين الواقع الخدمي لتلك القرى والبلدات.