المسجد العمري في درعا – أرشيفية
بعد سيطرة قوات الأسد على الجنوب السوري، وبقاء عدد من المناطق الرئيسية في المحافظة خارج نفوذ النظام، ومع تصاعد توتر الأوضاع الأمنية فيها، بدأت القوات الروسية في سوريا بإقصاء الشخصيات واللجان الممثلة للمناطق التي لا تزال ثائرة ضد النظام، من خلال بعض الشخصيات والكيانات التي أعلنت ولاءها للنظام، ومنها لجنة “بسط السيطرة والاستقرار في درعا”.
وتعمل “لجنة بسط السيطرة والاستقرار في درعا” على الترويج للنظام في المناطق الخارجة عن سيطرته وتنفيذ مخططات تصب في صالحه، فيما أكد مصدر مطلع ينشط في درعا لـ”حلب اليوم” فضل عدم نشر اسمه، أن الجناح السياسي لفصيل “شباب السنة” سابقاً هو المكون الرئيسي للّجنة.
وأضاف المصدر أن “مهام قيادة الفصيل بدأت بالتكشف منذ بدء الحملة العسكرية على درعا قبل أكثر من عام، عندما تم تسليم الجزء الأكبر من ريف درعا الشرقي دون أي مواجهة عسكرية، ليتبين بعد ذلك أن ما حدث في تلك الفترة هو نتيجة اتفاق أبرم قبل أشهر من الحملة، بين قائد الفصيل “أبو حمزة العودة” وضباط روس، بتدبير من رجل الأعمال المقرّب من روسيا “خالد العلوان المحاميد”.

ما هو دور لجنة “بسط السيطرة والاستقرار” في درعا؟
يقول المصدر الخاص، إنه بعد أشهر من سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، بدأت لجنة بسط السيطرة والاستقرار، بتوسيع نفوذها ومساحة عملها، من خلال شراء بعض الولاءات من قادة سابقين ووجهاء ومسؤولين مدنيين، إذ لعبت دور الوسيط بينهم وبين النظام لـ”تبييض صفحتهم” والحيلولة دون ملاحقتهم أمنياً.
ويضيف المصدر أن اللجنة “رعت تسليم كميات كبيرة من سلاح الفصائل في درعا للنظام، وعملت على توطيد العلاقة بين رؤساء الأفرع الأمنية والضباط البارزين مع قادة فصائل المصالحة”، ولعبت دوراً كبيراً في إعادة تمثال “حافظ الأسد” إلى مدينة درعا للتقرّب من محافظ درعا “خالد الهنوس” والضباط المتنفّذين في درعا.
كما عملت “اللجنة” على استقبال وتأمين زيارة مسؤولين في النظام وأبرزهم “محمد محلا” رئيس شعبة “المخابرات العسكرية”، وعقد اجتماع خاص معه بهدف التنسيق بشكل أكبر لصهر المعارضين السابقين في جسم يعمل وفق أجنداتهم، وفق ما أفاد المصدر.

وبحسب المصدر الخاص ذاته، فإن لجنة “بسط السيطرة والاستقرار” تعمل على تسهيل دخول خلايا الاغتيالات إلى المناطق التي لاتزال ترفض دخول قوات النظام إليها، مثل (درعا البلد وطفس والصنمين)، حيث يتركز عمل هذه الخلايا على استهداف الشخصيات التي تفاوض باسم الأهالي.
وفي تصريح خاص لـ “حلب اليوم”، ذكر أحد أعضاء “اللجنة المركزية للتفاوض في درعا”، رفض نشر اسمه لأسباب أمنية، أن أهم الشخصيات التي كانت تعمل في لجنة “بسط السيطرة والاستقرار” على الصعيد المدني، المدعو “رزق المحاميد” المدعو (مزيط)، و”أبو أدهم المحاميد” مدير “غرفة التجارة في معبر نصيب” سابقاً.

يقول عضو اللجنة المركزية للتفاوض في درعا لـ”حلب اليوم” إن “أبو حمزة العودة” هو المسؤول في لجنة “بسط السيطرة والاستقرار”، وعقدة الربط مع ضباط النظام والروس، لافتاً إلى أن أبرز من يعمل معه هو المدعو “مصطفى الكسم” من مدينة درعا، بعد طرده من “اللجنة المركزية” في المدينة.
ويضيف أن “كل من أجرى مصالحة مع النظام ويعمل جاهداً لإيجاد قاعدة له عند ضباط النظام، وجد في لجنة بسط السيطرة والاستقرار المكان المناسب لتوسيع نفوذه وتبييض صفحته عند النظام”.
ويَذكر عضو اللجنة المركزية للتفاوض، أن غالبية الشخصيات الموجودة في اللجنة كانت تنضوي تحت ما كان يُسمى سابقاً “هيئة الإشراف والمتابعة”، وأنها كانت تعمل أيضاً مع رجل الأعمال “خالد العلوان” و”أبو حمزة العودة”، ولم تتغير كثيراً سياسة عملها قبل أو بعد سيطرة النظام.
وشدد على أن الاختلاف الوحيد الحاصل هو تغيّر الجهة المسيطرة، حيث كان الاعتماد سابقاً متركزاً على اختراق “مجلس المحافظة” و”المجالس المحلية”، وكانت المهمة الأساسية لـ”هيئة الإشراف والمتابعة” وضع دراسات ومشاريع، وتقديمها إلى “خالد العلوان” الذي كان يُظهر معارضته للنظام.
واختتم “عضو اللجنة المركزية” حديثه لـ”حلب اليوم” بقوله إن لجنة “السيطرة وبسط الاستقرار” ضمّت شخصيات أخرى مثل “رعد العامر” و”أبو محمد هويدي”، وكانوا أول من دعا لما يسمى “خيمة الحوار الوطني” بعد سقوط الجنوب بالتنسيق مع محافظ درعا “خالد الهنوس”.
إعداد: إسماعيل مسالمة