دعا معلمون للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام مقار مديريات التربية في كافة المحافظات السورية، يومَ غدٍ الاثنين، للمطالبة بالعدول عن قرار تخفيض عدد حصص التربية الإسلامية وإلغائها من المفاضلة الجامعية.
وقد أثار قرار تخفيض حصص التربية الإسلامية الأسبوعية في المدارس استياء واسعا لدى كثير من السوريين، فيما دعا عدد من العلماء والمعلمين والتربوين لمراجعة القرار، منتقدين وزارة التربية، ونظّم محتجون وقفات احتجاجية سابقة أمام مقر مديرية التربية في إدلب وحلب، دون أي استجابة.
وقال “معلمو سوريا” في بيان اليوم الأحد، إنهم يدعون جميع المدرسين والطلاب وأولياء أمورهم إلى “الدفاع عن مادة التربية الإسلامية في كافة أنحاء سوريا”، و: “المشاركة في وقفة سلمية لتأكيد مكانتها ورفض تهميشها”.
ويطالب المعلمون بزيادة حصص مادة التربية الإسلامية، وإدخالها في مجموع الشهادة الثانوية، وإضافة حصة أسبوعية للأخلاق والآداب.
وقال مصدر مطلع فضل عدم الكشف عن اسمه، لحلب اليوم، إن الوزارة لا تزال مصرة على إلغاء مادة تدريس القرآن الكريم، واستبدالها بالموسيقى، حيث يتضح ذلك من الخطة الدراسية التي أُرسلت للمعنيين الشهر الماضي، وقد خصصت الوزارة حصتين فقط للمادة وذلك لعامة الصفوف، وحصة واحدة أسبوعيا للثالث الثانوي.
ووصف المصدر ما يحدث بأنه “تهميش متعمد لمادة التربية الإسلامية من قِبَل وزارة التربية والتعليم”، مؤكدا أن الوعود التي قُدمت للمحتجين في إدلب منذ أسابيع كانت محاولة لامتصاص الغضب.
وفي مقابل ذلك التخفيض زادت “التربية” حصص الموسيقى والفنون، لتحلّ محلّ الساعات المخصصة لتدريس مادة لتعليم القرآن الكريم؛ والتي كانت قد اعتمدتها المدارس في مناطق الشمال السوري “المحررة”.
وقالت عائشة محمود عبيد، المُدرسة في ثانوية بنات الأتارب بريف حلب الغربي، لقناة حلب اليوم إن التربية أبلغت المدرسين في الشمال الغربي، في شهر أيلول الماضي، بأن حصص التربية الإسلامية ستبقى على ما هي عليه (4 حصص للإعدادي و3 حصص للثانوي)، ولكن تمّ تخصيص حصة واحدة في الثانوي بشكل مفاجئ دون أن يصدر قرار رسمي بذلك الشأن، فيما بقيت الحصص في باقي المحافظات كما كانت عليه سابقا أيام النظام البائد.
وأوضحت عبيد أن المدارس في “الشمال المحرر” كانت تعتمد أربع حصص أسبوعية للتربية الإسلامية؛ حصتين للكتاب المقرر وحصتين لتعليم القرآن الكريم وآدابه، لكن الوزارة “أصدرت قرارا في بداية السنة الدراسية بإلغاء مادة القرآن الكريم وآدابه، واستبدلت بها الموسيقى، وهو ما اعترض عليه المعلمون وغيرهم دون استجابة”.
وبعد صدور المفاضلة الجديدة لهذا العالم، تبيّن أنها لا تتضمن مادة التربية الإسلامية، رغم أن وزير التربية السابق نذير القادري (تمّ تكليفه في الأشهر الأولى التي أعقبت التحرير) كان قد وعد بأن المادة ستدخل في منهاج الثالث الثانوي كمادة أساسية.
وقد أثار القرار المفاجئ بحذفها غضبا في أوساط المعلمين والأهالي، فيما يدعو البعض الحكومة للتدخل، ويشتكي العديد من المدرسين من أن وزير التربية الحالي عبد الرحمن تركو يرفض استقبال أي مدرس للتربية الإسلامية لسماع المطالب.