مازالت آثار الدمار الذي خلفه نظام الأسد في عدة أحياء من مدينة حمص ظاهرة، حيث عاد العديد من الأهالي إلى منازلهم المدمرة، في ظل انعدام شبه كامل لمقومات الحياة، مع قيام النظام بنصب حواجز على مداخل ومخارج المدنية، إضافةً إلى التدقيق الكبير على البطاقات الشخصية والسيارات.
الأحياء المدمرة شبه معدومة من الخدمات
وقال مراسل “حلب اليوم“، إن نسبة الأحياء المدمرة في مدينة حمص كـ”بابا عمرو، والخالدية، وباب السباع” تقدر بـ80%، وتفتقر لكثير من الخدمات، فضلاً عن معاناة السكان من تراكم القمامة في الشوارع التي تسببت بانبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات.
وأوضح مصدر أهلي لمراسلنا، أن حي “بابا عمرو” لا تتوفر فيه الكهرباء إلا لساعات قليلة، منوهاً إلى أن النظام حول بعض المباني في الحي الآنف ذكرها إلى مقرات عسكرية.
أما حي “الخالدية”، قال المصدر: إن “الحي شهد قصفاً عنيفاً من قبل نظام الأسد بين عامي 2013 -2014، ما أدى إلى تغيير صورته كلياً، حيث أصبح أكواماً من الدمار”، ويعاني السكان الذين عادوا إليه من انقطاع الكهرباء والمياه لساعات طويلة، مبيناً بأنهم قاموا بترميم مايمكن ترميمه من المنازل بجهود شخصية، فيما عمل النظام على إعادة إعمار بعض المنازل والمساجد في الحي بشكل بطيء وتصويرها على وسائل إعلامه.
ونوه المصدر إلى أن حي “باب السباع” في حمص يخضع قاطنوه لقوانين صارمة من قبل نظام الأسد، متمثلة بالتدقيق الأمني والاستفزاز والشتم على الحواجز الأمنية، كما يعاني السكان من ضعف الكهرباء التي تعتبر أحد أبرز المشاكل التي تواجههم، مشيراً إلى أن الأهالي طالبوا مراراً وتكراراً مجلس المدينة في حكومة النظام بترميم الشوارع المليئة بالحفر العميقة، وإزالة القمامة المنتشرة في الساحات وقرب المنازل، لكنه تجاهل مطالبهم
الأحياء الموالية تزدهر
في المقابل، ذكر مراسل “حلب اليوم” أن الأسواق التجارية في الأحياء الموالية بحمص ازدهرت اقتصادياً، حيث تباع فيها الأدوات المنزلية التي سرقها عناصر النظام، وذلك خلال الحملات العسكرية الممنهجة التي قاموا بها ضد الأحياء الثائرة.
وأضاف مراسلنا، بأن حيي”عكرمة والنزهة” المواليين تتوفر فيهما جميع الخدمات من كهرباء وماء وتعليم، لافتاً إلى أن غالبية أبناء الحي ينتمون إلى صفوف نظام الأسد، حيث شاركوا بتدمير وقصف أحياء حمص.
وكان نظام الأسد قد سيطر على مدينة حمص بالكامل عام 2017، بعد إجلاء نحو 700 مقاتل مع أسرهم من فصائل الثوار من حي الوعر بحمص، الذي كان آخر حي تسيطر عليه الأخيرة في المدينة بعد قصف عنيف وحصار دام لأشهر طويلة.