تقرير: سعد عبد العزيز – نشرة المنتصف
أول تقدم لقوات النظام جنوب وجنوب شرق الغوطة الشرقية بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق حملته الجديدة التي يبغي منها إلى السيطرة البرية على المنطقة المحاصرة منذ أربع سنوات وأربعة أشهر.
قوات النظام توغلت في مناطق بعمق الغوطة من جهتها الشرقية وسيطرت على قرية الشيفونية ومناطق ونقاط عسكرية في بلدتي النشابية وحزرما وصولًا إلى مزارع الأشعري، عقب انسحاب لفصيل جيش الإسلام من المنطقة، والذي عزا ذلك إلى لكون هذه المناطق زراعية مكشوفة أمام القصف إضافة إلى سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات النظام، وفق بيان للناطق العسكري باسم هيئة أركان الجيش، حمزة بيرقدار.
إحصائية لخسائر قوات النظام والميليشيات الموالية له خلال شهر شباط المنصرم أعلنها الناطق العسكري ذاته، و أكد أن أكثر من 459 قتيلاً بينهم قرابة 20 ضابطاً من رتب متدرجة سقطوا، إضافة إلى أسر الثوار أربعة عشر عنصراً آخر، وعطب وتدمير دبابات وآليات عسكرية متنوعة، حسب بيرقدار.
منظمة أطباء بلا حدود قالت إنها تلقت 770 شهيداً و4050 جريحاً من منطقة الغوطة الشرقية خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر شباط المنصرم، رغم قرار وقف إطلاق النار الذي أقره مجس الأمن الدولي.
في غضون ذلك، لا يبدو أن الضغوط الدولية على النظام حققت شيئاً، قال مسؤول بالأمم المتحدة إن قافلة إغاثة من الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى لن تدخل الغوطة الشرقية اليوم الأحد كما كان مقرراً، وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاءها في مجال الإغاثة “ما زالوا على أهبة الاستعداد لتوصيل المساعدات المطلوبة بشدة بمجرد أن تسمح الظروف”. على حد قوله.
استغلال النظام للاستعصاء السياسي وعجز المجتمع الدولي تجاه القضية السورية، مكنه من تحقيق تقدمه على حساب أرواح المدنيين وسط حديث الفصائل عن غارات انغماسية والتفاف للمقاتلين على مواقع ميليشيات الأسد التي تقدمت إليها.
فهل ستدفع الغوطة ضريبة قربها من دمشق ورفضها الخضوع لنظام الأسد، أم أن الحياة ستستمر فيها رغم حشد النظام كل أدوات التدمير لديه.