تقرير – إحسان مهتدي لنشرة الأخبار
بيان فارغ من الكلمات، إذا لا شيء يصف الوضع الإنساني والمجازر في الغوطة الشرقية، فأصدرت يونيسيف بياناً فارغاً، كفراغ التصريحات الدولية الهزيلة، أمام أكبر مجازر العصر.
أكثر من 315 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من ألف ومئتي مصاب نتيجة القصف المكثف على الأحياء السكنية، في أكبر سلسلة مجازر مرتكبة في الغوطة المحاصرة منذ ألفين وثلاثة عشر، كل ذلك رغم اتفاقية تنص على خفض التصعيد وفك الحصار وإطلاق المعتقلين في الغوطة، اتفاق لم ينفذ أيّاً من بنوده رغم ضمان الدول الراعية له.
إذاً، على مرأى المجتمع الدولي بأسره وهيئات حقوق الإنسان، يرتكب النظام وروسيا مجزرة العصر في الغوطة، دون أن يتحرك ساكناً فيما سوى التصريحات، ربما كون الأداة ليست كيماوية، وربما غير ذلك.
الأمم المتحدة والمفترض أن تكون مسؤولة عن منع جرائم الحرب، اكتفت بكوادرها ومنظماتها ومسؤوليها ومبعوثيها بالتنديد، سقف مطالب تساووا فيه مع مستوى مطالب جمعية أو تكتل أو شبكة حقوقية، فتارة تندد المنظمة باستهداف ستة مشاف في الغوطة وتحذر من كارثة إنسانية فيها، والأمين العام غوتيريش يعبر عن قلقه العميق حيالها، والمتحدث الرسمي للمنظمة يذكّر على حد قوله جميع الأطراف بالقانون الدولي وضرورة إيصال المساعدات وحماية المدنيين، والمنسق العام للشؤون الإنسانية يطالب بإنهاء المأساة ويصف أهالي الغوطة بأنهم لا يعلمون إن كانوا سيعيشون أو يموتون، فطالبت أمريكا بوقف العنف فوراً، ووصفت فرنسا حملة النظام على الغوطة بالانتهاك الجسيم للقانون الإنساني الدولي.
ووسط إظهار المجتمع الدولي عجزه عن إنقاذ المدنيين العزّل أو وقف آلة القتل، لا يبدو أقل قساوة من ذلك، تصريح ديمستورا الذي حذّر من تحول الغوطة إلى حلب ثانية نتيجة التصعيد! وتوجّب تعلم الدروس من ذلك.. دون أن يشير إن كان قصده بالدروس، معرفة مستوى إجرام الأسد، أم صمت المجتمع الدولي حياله!