خاص حلب اليوم
ظلت القطعات العسكرية التابعة للنظام، في محافظة السويداء جنوب البلاد ملفاً مغلقاً لا يعرف خفاياه إلا كبار الضباط والقياديين في جيش النظام، وذلك على خلاف الثكنات العسكرية والتشكيلات الرديفة لها في باقي المحافظات.
فالسويداء وعلى الرغم من أنها تعتبر المحافظة الأقل تضرراً، خلال سنوات الحرب وفقاً للكثيرين، إلا أنها في الوقت ذاته تصنف بين أكثر المحافظات التي حول النظام أراضيها لثكناتٍ عسكريةٍ لجيشه وأفرعه الأمنية، لاسيما بعد عام 2000.
الفرقة 15 قوات خاصة
تنتشر في المحافظة قواتٍ عسكريةٍ نظاميةٍ تتبع لثلاث فرقٍ بأعدادٍ متفاوتة، وتعتبر الفرقة (15) قوات خاصة صاحبة الانتشار الأكبر والأوسع، حيث تتوزع قيادتها ومراكزها في كل السويداء، ويقدر العدد الإجمالي لقواتها البشرية بحوالي (7500) عنصرٍ، بمن فيهم عناصر الاحتياط الذين تمت إعادتهم للخدمة مؤخراً.
وتتبع للفرقة عدة قطعات عسكرية، وتقع القيادة العامة لها بمنطقة القلعة في مدينة السويداء، ويتبع لها الفوج (405) مدفعية، ويتموضع في الريف الغربي الشمالي بجانب قرية المجدل تحديداً، بالإضافة لكتيبة مدفعيةٍ في حقل الرمي بالريف الشمالي الشرقي، جانب قرية (البثينة)، وكتيبة الإمداد والتموين على طريق (ولغا – السويداء).
وتضم الفرقة أيضاً عدة كتائب وفصائل منها (الكتيبة الرابعة) دفاع جوي لحماية مطار (الثعلة العسكري)، كتيبة المدفعية في بلدة (رساس)، كتيبة مشاة في سد العين بجانب مدينة (صلخد)، سرية حماية حقل الرمي في (قنوات)، وكتيبة مدفعية في الريف الشرقي بالقرب من بلدة (ملح).
وتمتلك الفرقة عدداً من النقاط العسكرية على أطراف المحافظة الحدودية، ومنها سريةٌ مقاتلةٌ في بلدة (داما)، سرية مقاتلة في بلدة (وقم)، ونقطةٌ عسكريةٌ في تل (ضلفع) شرقي مطار خلخلة العسكري، وأخرى في تلي (صعد وبركات)، كما تمركزت الفرقة في عددٍ من النقاط بالبادية الشرقية.
وللفرقة حواجز عدة أشهرها حاجز مديرية النقل، ويقع على طريق (السويداء الغربي) تحديداً، عند أول الطريق الواصل لمديرية النقل، وقوام الحاجز حوالي (25) عنصراً، وحاجز البترول ويقع على مدخل بلدة (عريقة) الجنوبي، وهو المسؤول عن حماية خزانات الوقود في شركة (سادكوب)، وقوام الحاجز حوالي (30) عنصراً.
الفرقتان الخامسة والرابعة
تضم الفرقة الخامسة ثلاث كتائب فقط، ويقدر العدد الإجمالي لعناصرها حوالي (450) عنصراً موزعين على كتيبة الكيمياء في الريف الغربي للمحافظة، وكتيبة الرادار قرب قرية الدور، ومركز تدريب السواقة الذي تحول لكتيبة مدفعية عام (2013)، ويقع على بعد 1 كم من بلدة (الدور) باتجاه الغرب، والعدد التقديري لعناصره حوالي (150) عنصراً.
وأما الفرقة الرابعة فيقدر عدد عناصرها بحوالي 600 عنصر ومقرهم في مدينة السويداء في نادي الرماية، بينما يتمركز القسم الآخر في المدينة الرياضية قرب النادي شمال السويداء.
أبرز الميليشيات
ومع عجز النظام عن السيطرة على المحافظة من الداخل بجيشه، أنشأ العديد من الميليشيات لتكون رديفاً للأفرع الأمنية، التي تعتبر وحتى هذه اللحظة أكثر أذرع النظام عجزاً عن القبض على السويداء، وذلك نتيجة الحالة الأهلية الرافضة لها، الأمر الذي دفع النظام لتشكيل عدة ميليشياتٍ بقياداتٍ من أبناء السويداء، وحصر مهامهم داخل المحافظة.
وأبرز هذه الميليشيات فهي:
الدفاع الوطني
تعد ميليشيا الدفاع الوطني أكبر ميليشيا مسلحة في السويداء، ويعتبر مركزها جزءاً من قوات الدفاع الوطني في سوريا، حيث تعمل هذه الميليشيا تحت إشراف وزارة الدفاع، وكقوةٍ رديفة لجيش النظام، إذ يقدر عدد عناصرها بحوالي (800) عنصرٍ يعملون تحت قيادة العقيد (واثق غانم).
ويتوزع مسلحو الدفاع الوطني على المواقع والمراكز العسكرية التي تشغلها داخل المحافظة، وهي (مركز قيادة الدفاع الوطني في مدينة السويداء، تل ضلفع، تل معاز، قرية المجيمر، قرية داما)، بالإضافة لعدة حواجز بمناطق مختلفة أبرزها (الأصلحة، الكفر، عرى، بكا، صما).
القومي السوري الاجتماعي
تضم هذه الميليشيا حوالي (300) عنصرٍ من المنتسبين إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في المحافظة، وتنقسم إلى قسمين، الأول يتبع لقيادة الحزب في لبنان ويتلقى تمويله منها، أما القسم الثاني فيتبع لقيادة الحزب في سوريا وتمولهم (جمعية البستان) التابعة لابن خالة بشار الأسد (رامي مخلوف).
ويتوزع عناصر هذه الميليشيا على عددٍ من الحواجز منها حاجز الإذاعة الواقع غرب بلدة (عرى)، بالإضافة لغرفة عملياتٍ ومرصد مراقبة في بلدة (عريقة)، حيث تشارك هذه الميليشيا في العمليات العسكرية على أطراف المحافظة، كما كان لها مشاركة مع المخابرات العسكرية في محافظة درعا.
كتائب البعث
تضم هذه الميليشيا حوالي (400) عنصر من المنتسبين لحزب البعث العربي الاشتراكي التابع للنظام في محافظة السويداء، وتتبع مباشرة لفرع حزب البعث في المحافظة، ويقود هذه الميليشيا (سليمان الشعراني).
وشكل حوالي (100) عنصرٍ من الكتائب ما يسمى (لواء البعث)، والذي يتبع لتشكيلات (الفيلق الخامس) اقتحام، حي شارك ( لواء البعث) بمهامٍ قتاليةٍ بمناطق خارج السويداء.
وتضم الميليشيا أيضا كتيبةً نسائيةً يقدر عدد عناصرها حوالي ( 75) فتاةً مدربة على استخدام السلاح، إلا أنه لم يعد لهذه الميليشيا أي حواجز منتشرةٍ داخل مدينة السويداء، أو في ريفها منذ مدة.
حماة الديار
تضم هذه الميليشيا حوالي (200) عنصرٍ من بينهم (60) عنصراً يشكلون كتيبة (كوماندوس)، ويقود هذه الميليشيا (نزيه جربوع) المقرب من شيخ عقل الطائفة الثالث (يوسف جربوع).
ولم تقم الميليشيا منذ عدة أشهر بأي أنشطةٍ داخل أو خارج المحافظة، حيث تعد إحدى أصغر ميليشيات النظام في السويداء، لاسيما بعد أن تم سحب السلاح العديد من العناصر المنضوين تحت لوائها في ريف المحافظة الشرقي، وذلك قبل الهجوم الذي نفذه عناصر تنظيم الدولة على السويداء، في الخامس والعشرين من شهر تموز الماضي.