نشرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، تقريراً حول الوضع الإنساني للمدنيين المحاصرين في منطقة “الباغوز” بريف “دير الزور” الشرقي، وقالت إنها أعدته استناداً إلى أبحاث أجريت في شمال “سوريا” وتحليل صور الأقمار الصناعية.
وقال مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش “نديم حوري”: إن “مغادرة المدنيين الباغوز تبعث على الارتياح، لكن لا ينبغي أن يحجب ذلك حقيقة أن هذه المعركة شُنّت دون اعتبار كافٍ لسلامتهم، مجرد احتمال كونهم عائلات أعضاء تنظيم الدولة أو متعاطفين معهم لا يعني حرمانهم من الحماية التي يستحقونها”.
وقال التقرير إن عدد المدنيين القتلى بسبب المعارك غير معروف، مشيراً أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين 26 كانون الثاني و9 شباط أظهرت عمليات دفن جماعي متواصلة في قطعة أرض خالية قرب الطريق الرئيسي وسط “الباغوز”، مضيفاً أن التسجيلات الملتقطة عبر الأقمار الصناعية يوم 20 شباط تظهر سير المئات على طول طريق زراعي صغير في البلدة قرب نهر الفرات.
ونقلت المنظمة عن صحفيين متمركزين قرب خطوط الجبهة في “الباغوز” قولهم، إن القصف لا يزال مستمراً على القرية، رغم انخفاض عدد الغارات الجوية منذ 14 شباط، في حين أظهر تحليل صور الأقمار الصناعية دمار غالبية المباني في المنطقة على مدار شهر، مع تحديد أكثر من 600 موقع رئيسي متضرر فيها.
وفي السياق، أفادت “هيومن رايتس ووتش” بأنها قابلت أكثر من 20 شخصاً فروا من منطقة خاضعة لتنظيم الدولة في الأسابيع الأخيرة، ذكروا تعرض منطقة “الباغوز” للدمار، نتيجة مئات الغارات الجوية من قبل قوات التحالف، بالإضافة إلى ضربات مدفعية من مناطق سيطرة النظام وقسد، وحتى من الحدود العراقية.
ونقلت “رايتس ووتش” عن الشهود قولهم، إن المدنيين هناك يعيشون ظروفاً مؤلمة مع الحصار ونقص الغذاء والمساعدات واضطرارهم إلى أكل العشب والحشائش، مع المكوث في العراء لعدة أيام في درجات حرارة منخفضة جداً، وتجهيز خنادق صغيرة في الأرض لحماية أنفسهم من القصف، وذلك مع خطورة الهروب من المنطقة نتيجة ألغام تنظيم الدولة.
وكانت “المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان” حذرت في 19 شباط الجاري، من أن نحو 200 أسرة ما زالت عالقة في “الباغوز”، مطالبة بالمرور الآمن لهم.
وختمت “هيومن رايتس ووتش” تقريرها بقولها إن على التحالف اتخاذ جميع الاحتياطات لتقليص الخسائر في أرواح المدنيين، مع وجوب إجراء تحقيق شامل وسريع ومحايد في الضربات، وتقديم التعويض أو العزاء للمتضررين من العمليات.