جمعهما الفراق… مفارقة تبدو عجيبةً كحال المفارقة بين ضحكتيهما ووضعهما المبكي، فقدان الأهل والنزوح أوصل عدي ونائل من حي دير بعلبة في مدينة حمص إلى مدينة الباب لينتهي بهما المطاف دون بيت أو عائلة.
تعديل الحديد عمل لا يناسب العمر أو الجسد، والأجر لا يكاد يذكر لكنه خيارهما الوحيد.
تغيب شمس يوم عمل طويل معلنةً بدء ليلة معاناة مع البرد الذي يصبح أسوأ مع بطانيات مبتلة ومتسخة لكنها تشكل أمتعتهم الوحيدة في هذه الخيمة حيث ينامون ويأكلون فيها ويعملون بالقرب منها، أما أبسط حقوقهم كاللعب والتعليم، حُرموا منها بعد أن أصبح حق الحياة صعبَ المنال.
يحاول عدي ونائل أخذ قسط من الدفء قبل النوم، ربما إشعال بعض القمامة هي الطريقة الوحيدة، فملابسهما البالية والرقيقة، لا تقيهم برد الشتاء القارس.
أما عشاءهم فهو بضع لقيمات من بقايا طعام لا تسمن ولا تغني من جوع، يطول الحديث في وصف حياتهم بتفاصيلها، عام كامل مر على حالهم هذا، ولا يبدو أن وضعهم سيتغير إلى الأفضل في المستقبل القريب.