اختارت وكالة الأنباء الفرنسية “AFP” المصور السوري زكريا عبد الكافي وغيره من الشبان السوريين المقيمين في باريس والحاصلين على حق اللجوء في فرنسا، لتغطية الاحتجاجات “السترات الصفراء” في البلاد.
ووفق زكريا فإن اختياره وعدد أخر من الصحفيين السوريين لتغطية هذه الأحداث، لما يتمتعون به من خبرة كبيرة في تغطية الأحداث وخاصة المتعلقة منها بالعنف، مضيفًا أنه في كل أسبوع يكون ضمن فريق الوكالة لتغطية احتجاجات “السترات الصفراء” في جميع الأماكن.
وعمل زكريا مصوراً لوكالة “AFP” الفرنسية في سوريا قبل أن يتركها ويلجأ إلى فرنسا حيث يعيش الأن في باريس منذ عام 2016.
وفي شارع شانزليزيه، الأشهر في العاصمة الفرنسية باريس، يتجول زكريا وصحفيين سوريين بكاميراتهم يغطون الاحتجاجات التي بدأت منتصف تشرين الثاني الماضي ولا تزال مستمرة.
وتصدرت صور الصحفيين السوريين الذين عمدوا إلى تغطية الأحداث بطلب من وكالاتهم الإخبارية التي يعملون لصالحها، المواقع العالمية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول المصور السوري، ابن مدينة حلب، بأن هذه المرة الأولى التي يشهد فيها احتجاجات بهذا الحجم من العنف، “تشعر بنفسك أنك حقًا في ساحة حرب، شارع الشانزيليزيه لم يبق فيه شيء إلا وتكسر، محلات، سيارات، حتى قوس النصر لم يسلم”.
وأضاف زكريا أنه لم يتفاجأ من اندلاع الاحتجاجات، ولكنه صُدم بحجم العنف الذي انتشر على خلفية تلك الاحتجاجات.
ويتحدث المصور الصحفي الحائز على عدة جوائز ومنها جائزة بوي الأمريكية لأفضل صورة عام 2017، عن الفرق بين الاحتجاجات التي يغطيها اليوم في العاصمة الفرنسية وبين تلك الاحتجاجات التي اندلعت في بداية الثورة السورية عام 2011.
ويقول زكريا إن ما يحدث في فرنسا اليوم ليس بصعوبة ما حدث في سوريا بالأمس، فالمصور يعرف أنه لن يفقد حياته على الرغم من حجم العنف الكبير، “في أسوأ الأحوال” من الممكن أن تصاب بالمياه أو بالغاز، ولكن في سوريا لا تعرف نفسك أين ومتى ستموت بسبب الاستهداف المباشر.
وأردف زكريا قائلاً: “المتظاهرون في فرنسا يسألون الشرطة أين مكان المظاهرة، ويستطيعون المشاركة بأريحية وهذا ما لم يحدث في سوريا ولن يحدث”.
يرى زكريا عبد الكافي أن كل متظاهر لديه مطالب له الحق الكامل بالتظاهر لأجلها، و”أنا مع المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم”، ولكن هناك الكثير مما حدث “نحن ضده”، كتكسير المحلات وتخريب قوس النصر على سبيل المثال، وتحطيم القطع الأثرية ونهب المحال التجارية، هذه الأمور لا أحد يرضى بها.
وختم زكريا بقوله: “المتظاهرون في سوريا خلال الأيام السلمية من الثورة لم يقوموا بما حدث في باريس اليوم، بل عمدوا للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وحمايتها”.