مخدرات رخيصة ومتوفرة، تنتشر بين الأطفال والمراهقين في مناطق سيطرة النظام.
(شمّ الشعلة) هو الاسم المتعارَف عليه لتعاطي المخدر الناتج عن حرق مادة “لاصق الشعلة”، 3عبر وضعه في كيس بلاستيكي وإشعاله، واستنشاق الأبخرة الناجمة عن عملية احتراقه، ويتميز برائحته النفّاذة، وتأثيرها السلبي الذي يصل إلى حد الإدمان.
تتوفر الشعلة في معظم المحال التجارية، مما يسهل عملية شرائها من قبل أي شخص، دون تعرضه للمساءلة.
أحد الأطباء في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام بمدينة حماة، قال لحلب اليوم إن هذا اللاصق 6يتركب من موادَّ بترولية وكيميائية، مما يسبب نفاذاً للأغشية المخاطيّة، التي تصل حتى النهايات العصبية الأنفيّة، وبالتالي إلى الدم ثم الدماغ.
الطبيب أضاف أن إدمان شمّ هذه المواد لا يقل خطورة عن المواد المخدرة المتعارف عليها طبّياً، إذ تعمل على تلف الأعصاب والهلوسات، 8وإلحاق ضرر بالجملة العصبية في جسد المدمن، موضحاً أن علاج مدمنيها كعلاج المدمنين على المخدرات المعروفة، وتتطلب رعاية فائقة.
مراسل حلب اليوم في حماة قال إن أعمار من يتعاطون هذه المادة (استنشاقاً) تتراوح بين أحد عشر وسبعة عشر عاماً.
مصادرُ إعلاميةٌ موالية قالت إن هذه الظاهرة تجاوزت الشارع، ودخلت إلى مركز يعنى بحقوق الأطفال ورعايتهم، حيث يقوم أحد الأطفال بتهريب المادة بعبوات إلى داخل مركز الإيواء، 11التابع لجمعية حقوق الطفل في منطقة قدسيا، ويبيعها بسعرٍ أعلى لبقية الأطفال الموجودين، لكي يتعاطَوها داخل أسرّتهم بعيداً عن أعين المشرفين.
وزارة الداخلية التابعة للنظام بررت تنصّلها من مسؤولية ملاحقة مروجي هذه المادة بالقول إن المادة مشرعة قانونياً، 13ولا يوجد رادع يمنعهم من بيعها حتى أخلاقياً، وفق المصادر الموالية.
فيما يرى مراقبون أن مواجهة هذه الظاهرة تتمثل في توعيةٍ أسرية ومجتمعية، من خلال تعريفهم بخطورتها، 15في ظل غياب كامل لجهود حكومة نظام الأسد في وضع حد لها، وانتشار تعاطيها في الشوارع والحدائق وعلى مرأى من الناس، وشرطة النظام.