يقوم محافظ حماة “محمد الحزوري” بتنفيذ جولات شبه يوميه لا ينفك عن القيام بها في أرجاء المحافظة منذ توليه منصبه، بيد أن هذه الجولات الميدانية التي حمل عاتقها على كتفه، لا تعد ضرورة قصوى كما يقول كثير من أهالي المدينة، مقارنة بالمهام الرئيسية التي يفترض أن يتممها، مع أولوية ترك أمور جولاته الثانوية للمعنيين بالأمر.
وخلال شهر أيلول الفائت، فقد أقام محافظ حماه 8 جولات أغلقت بسببها 8 محلات تجارية بالشمع الأحمر، لعرضها بضائع غذائية تركية “مهربة”، بالإضافة إلى مصنع أجبان مخالف لـ”المواصفات التصنيعية السورية”.
وفي شهر تشرين الأول الفائت، قام المحافظ بإغلاق 22 محلاً تجارياً بحجة وجود بضائع تركية أيضاً، فيما أُغلقت 4 محال تجارية متخصصة ببيع اللحوم لعدم تطبيقها “معايير السلامة الصحة”.
وقال مراسل “حلب اليوم”: “على الرغم من إغلاق هذه المحال التجارية، غير أنها سرعان ما أُعيد افتتاحها عبر تقديم الرشوة المطلوبة إلى جهاز الرقابة والتفتيش في المحافظة”.
ونقل مراسلنا عن بعض أصحاب المحال المغلقة، قولهم: “يجب على محافظ حماه إيقاف الطرق التي تسهل دخول البضائع التركية عبر التجار المتعاملين مع النظام، وقطع يد الفساد في جهاز الرقابة والتفتيش التي تعمل على إفساد جميع قراراته عبر الرشوة، بدل أن تقوم بمحاصصة أرزاق ميسوري الحال ممن يضطرون لمجاراة وضع السوق بشراء هذه البضائع”.
ويرغب معظم الزبائن من الأهالي بالبضائع التركية، بسبب ارتفاع جودتها وانخفاض أسعارها مقارنة مع المنتجات الوطنية.
وبالإضافة إلى جولات المحافظ سابقة الذكر، فقد قام مصحوبا بشرطة البلدية ولجنة مجلس المدينة والأمن الجنائي ودوريات مشتركة من الأفرع الأمنية، بشن حملة لهدم جميع الأبنية المخالفة في أطراف المدينة مثل مزارع حي “غرب المشتل”.
وتسببت الحملة ضد العقارات المخالفة، بتشريد سكانها دون الاستماع إلى شكواهم مسبقاً، أو حتى إمهالهم فرصة لإخلاء الأبنية والمنازل المخالفة، بالإضافة إلى التسبب بخسارات مادية للأهالي تجاوزت المليار ليرة سورية.
وبدأت مشكلة العقارات في محافظة حماة بحسب مصدر خاص لـ”حلب اليوم”، عقب تجاهل مجلس المحافظة جميع الشكاوى المقدّمة منذ مطلع العام 2018، والتي تنص على عدم وجود قانون يضبط أسعار بيع وآجار العقارات، ما اضطر الكثير من الأهالي لبناء أو شراء منازل بسيطة في مناطق زراعية رغبة منهم للاستقرار، كونها أقل تكلفة من استئجار منزل وسط مدينة حماه، وتناسب الوضع المادي للأهالي.