وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 689 عاملاً في الحقل الإعلامي في سوريا منذ بداية الحراك الشعبي 2011، حتى الآن، على يد أطراف النِّزاع وفي مقدمتهم النظام السوري.
وقالت الشبكة في تقريرها الذي أصدرته اليوم الجمعة 2 تشرين الثاني 2018، “إنَّنا نفقد عاملاً في الحقل الإعلامي كل خمسة أيام، وبحسب قاعدة بياناتنا فإنَّه لا يزال 418 عاملاً في الحقل الإعلامي معتقلاً أو مختفياً قسرياً، لقد دفع هؤلاء ثمناً كبيراً في سبيل إيصال المعلومة وكشفِ الحقيقة”.
وأضافت الشبكة في تقريرها، الذي نشرته اليوم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، إنَّ الانتهاكات بحقِّ العاملين في الحقل الإعلامي من صحفيين وإعلاميين في سوريا لم تتوقف بل مُورست في كثير من الأحيان على نحو استهداف مباشر لعملهم الإعلامي؛ بهدف إسكات أصواتهم وإرهاب بقية زملائهم؛ ما ساهم في مزيد من عمليات إضعاف المجتمع السوري وتهديد السِّلم الأهلي”.
وبحسب الشبكة “فإن نظام الاسد يأتي في مقدمة الجهات التي تُشرعن سياسة الإفلات من العقاب، والذي اقتدت به لاحقاً أطراف النزاع التي جاءت بعده، وتنصُّ مواد في الدستور السوري على عدم محاسبة قوات في النظام السوري دون موافقة رئيسهم، وهذا يدلُّ على عقلية بربرية للسلطة الحاكمة وعلى رغبة في وضع تسلط لا محدود فوق رقاب المجتمع”.
ورصدت الشبكة “عمليات استهداف ممنهج ومتتابع بشكل مُخطط لكلِّ من يحاول تصوير أو توثيق المظاهرات السلمية، عبر عمليات القنص المباشر، كما سجَّلت تصويرَ مصورين مقربين من النظام السوري المواطنين الصحفيين بهدف اعتقالهم وملاحقتهم لاحقاً”.
ومنذ تدخل القوات الروسية في 30/ أيلول/ 2015 “ارتكبت سلسلة من الهجمات الوحشية شمال البلاد وجنوبها وتسبَّبت هذه الهجمات في مقتل 19 من الكوادر الإعلامية قضى معظمهم نتيجة سياسة الهجوم المزدوج التي اتبعتها القوات الروسية”، وفق تقرير الشبكة.
وأردفت الشبكة “بأن ظهور التَّنظيمات الإسلامية المتطرفة زادت من التَّضييق على المواطنين الصحفيين والصحفيين الأجانب”.
يذكر أن سوريا جاءت في المركز 177 من أصل 180 على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة بحسب منظمة “مراسلون بلا حدود” العام الحالي.