يعيش النازحون السوريون القاطنون في مخيم السد (العريشة)، جنوبي مدينة الحسكة، أوضاعاً إنسانيةً سيئةً للغاية، في ظل غياب الاهتمام من قبل إدارة المخيم وعدم الاستجابة السريعة بعد العاصفة المطرية التي ضربت المخيم نهاية الأسبوع الماضي، بحسب مراسل حلب اليوم.
وأضاف مراسلنا في الحسكة والذي زار المخيم والتقى بعدد من سكانه: “تسببت العاصفة المطرية والرياح التي هبت بهدم عشرات الخيم، وتضرر مئات الخيم الأخرى، التي باتت غير صالحة للسكن نتيجة تقطع أجزاء كثيرة منها نظراً للظروف المناخية السيئة التي تعرض لها المخيم في فصلي الصيف والشتاء المنصرمين”.
وقالت “سميرة نعمان الخلف” وهي نازحة من أهالي ريف دير الزور الغربي: “هذه الخيمة المهدمة هي خيمتي، مشيرةً إلى خيمة ممزقة، وأضافت: ناشدت المسؤولين في المخيم مرات عديدة بأنّ خيمتي غير قابلة للسكن وتعرضت للتمزق والاهتراء في أغلب أجزائها، لكنهم قالوا لي: لي اذهبي وقومي بخياطتها”.
وتابعت سميرة “قبل عدة أيام هبت رياح قوية فوقعت الخيمة علينا، وبعد ذلك قمنا بتعديلها مرة أخرى، ولكن مع تساقط الأمطار الغزيرة، طافت خيمتنا في منتصف الليل، وانتزعت مختلف حاجياتنا من ألبسة وبطانيات وشراشف وغيرها، فالتجأنا إلى الخيم الكبيرة التي خصصت كمطبخ ضمن قطاعنا”.
وأكدت “بأنهم يعيشون أوضاعاً إنسانيةً سيئة للغاية، لا المنظمات التي تسمي نفسها إنسانية تقوم بمساعدتنا وتقدم يد العون لنا، ولا إدارة المخيم تهتم لشؤوننا، وكل ما تأمنه لنا هي الحماية فقط، بدون أي خدمات ضرورية بحدها الأدنى”.
وقال “سالم محمد العبد” وهو نازح من ريف دير الزور الغربي لمراسل حلب اليوم: “نحن هنا منذ أكثر من سنة في مخيم العريشة (السد)، عشنا أسوأ أيام العمر في هذا العام، انتهينا من حر الصيف الملتهب، والآن نعيش في ظل برد الشتاء القارس”.
وأضاف سالم: “الخيم التي نقطنها حالياً مر عليها أكثر من سنة، وتعرضت لأشعة الشمس في الصيف وللأمطار في الشتاء الماضي، وباتت مهترئة بشكل شبه كامل، ومع هطول الأمطار خلال الأيام الماضية تسربت المياه إلى داخل الخيم من مختلف جوانبها، وحين تواصلنا مع مفوضية شؤون اللاجئين قالوا لنا: ليس لدينا أي خيم، ونحن عاجزون عن مساعدتكم”.
وتابع سالم: “المحروقات شبه معدومة في المخيم، إلا عن طريق تاجر وحيد تابع لإدارة المخيم، والذي بدوره يقوم باستغلال النازحين الذين لا حول لهم ولا قوة”.
في حين “برّر (زاهر غربي) مسؤول مكتب العلاقات العامة بإدارة مخيم العريشة ذلك بأنّهم غير قادرين على تأمين مختلف الحاجيات الضرورية اللازمة، ملقياً اللوم على المنظمات الدولية بأنها لا تقوم بعملها على أكمل وجه”.
وفيما يخص كيفية التعامل مع خيم النازحين المتضررة، أشار (غربي): “ستقوم المفوضية بتوزيع خيم وعوازل مطرية على المتضررين فقط، ولن يتم توزيعها على جميع النازحين، مُبرراً ذلك بأنّ الخيم الغير متضررة بإمكانها تحمل العوامل الجوية خلال الشتاء الحالي”.
جدير بالذكر أنّ مخيم السد (العريشة)، يقع جنوبي مدينة الحسكة على مسافة نحو 30 كيلو متراً، وتم إنشاؤه منتصف عام 2017، ضمن فترة من فترات النزوح الكبيرة لنحو 63 ألف نازح، أغلبهم من ريف محافظة دير الزور.