ثلاثة أعوام مضت، وطيران وجيش روسيا يساند النظام عسكرياً، ليس فقط ضد الثورة والثوار، إذ إن القصف الجوي الروسي لم يبقي ولم يذر في عموم المناطق السورية، مستهدفاً معظم مقومات الحياة في البلاد
الموقف الروسية الداعم لنظام الأسد لم يقتصر على العسكري فحسب، فمنذ تدخلها العلني في سوريا بأيلول ألفين وخمسة عشر، استخدمت موسكو الفيتو اثني عشر مرة في مجلس الأمن سياسياً، لصالح الأسد، منعاً من إدانته أو محاسبته.
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت في تقرير لها مقتل أكثر من ستة آلاف ومئتي مدني، بينهم ما يزيد عن ألف وثمانمئة طفل، علي يد القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا، أكثر من نصفهم في العام الأول من غاراتها.
التقرير سجل ارتكاب روسيا خلال ذات الفترة، أكثر من ثلاثمئة وواحد وعشرين مجزرة، مئة وسبعين منها تقريباً في العام الأول، بالإضافة إلى توثيق استهداف طائرات روسيا نحو ألف حادثة اعتداء على مراكز حيوية في سوريا، بينها مئات المنشآت الطبية والمدارس والأسواق الشعبية، متسببةً باستشهاد اثنين وتسعين شخصاً من الفرق الطبية والدفاع المدني، بالإضافة إلى مقتل اثني عشر إعلامياً، وتهجير مليونيين وسبعمئة ألف شخص، وفق الشبكة السورية.
تجمع شباب اللطامنة المُشكّل من نشطاء المدينة، أحصى هو الآخر شن روسيا مئة واثنين وسبعين غارة بالقنابل العنقودية، وأكثر من مئة بالقنابل الفوسفورية، وألف غارة أخرى بالصواريخ الموجهة والفراغية والارتجاجية شديدة التدمير، على اللطامنة شمالي حماة، منذ بدء التدخل العسكري في سوريا، وأيضاً التسبب باستشهاد وإصابة العشرات ونزوح الآلاف، حيث لا تزال المدينة تعاني من انعدام كافة مستلزمات وخدمات الحياة، نتيجة الدمار الواسع الذي طالها من الغارات.
وبعد ثلاثة أعوام من التدخل الروسي في سوريا، يتساءل السوريون عن حجم الثمن الذي دفعه النظام إلى روسيا مقابل كل ذلك، وخاصة مع تثبيت أركان القواعد والأساطيل الروسية الدائمة على الساحل السوري، وانزياح الستار تدريجياً عن الاستحواذ الروسي على عقود النفط والغاز والفوسفات، ومفاصل ما يطلق عليه إعادة الإعمار.