ما يزال اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا يلقي بظلاله على الساحتين السورية والدولية، في ظل توالي التصريحات والتحليلات التي تتحدث عن آلية تطبيق بنود الاتفاق.
متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن، اعتبر تحميل كامل أعباء الأزمة السورية ومسألة إدلب ومكافحة الإرهاب على عاتق تركيا، ليس عدلا ولا يمكن القبول به، رغم تأكيده مواصلة بلاده اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز نقاط المراقبة في إدلب والتنسيق مع روسيا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في الشمال السوري.
تخوفات الرئاسة التركية كشفت عنها صحيفة حرييت التركية التي وصف المرحلة القادمة من الاتفاقية بالأصعب مشيرة إلى وجود خطوتين حاسمتين عقب رسم الحدود النهائية للمنطقة العازلة، الأولى تتمثل بإخلائها من كافة الأسلحة، والثانية تطهيرها من جميع العناصر المصنفة إرهابيا.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتبر أن المنطقة منزوعة السلاح ليست حلاً نهائياً ولكنها خطوة مرحلية وضرورية بالنسبة للتسوية في سوريا مؤكداً على ضرورة إخراج هيئة تحرير الشام والعناصر المتشددة من تلك المناطق بحلول منتصف تشرين الأول المقبل.
قاعدة حميميم العسكرية أشارت إلى أن اتفاق سوتشي يعطي الحق للقوات الروسية باستخدام القوة للقضاء على التنظيمات الإرهابية في الشمال السوري ما لم تنفذ تركيا تعهداتها بالطريقة السلمية على حد وصفها.
في حين توقعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ينتج عن الاتفاق انسحاب المعارضة المسلحة والإرهابيين من إدلب، وأن يكون له تأثير كبير ضد من وصفتهم بالمحرضين.
وفي ظل تبادل التصريحات من المسؤولين الروس والأتراك أعلنت الأمم المتحدة اعتمادها اتفاق سوتشي القاضي بمنع الهجمات على إدلب وإقامة منطقة عازلة كوثيقة رسمية في مجلس الأمن الدولي، في وقت يرى فيه مراقبون أن الاتفاق سيساعد في اتخاذ ترتيبات دولية لحماية المدنيين في الشمال السوري.