سعود الرحبي، مستشار أسواق مالية
تبرز محافظة إدلب السورية في صدارة المحافظات المستفيدة من حملات جمع التبرعات والمساعدات، متجاوزة غيرها بشكل كبير.
ويعود هذا التفوق يعود إلى تضافر عوامل متعددة:
– الرمزية والوضع الإنساني: إدلب هي من معاقل الثورة المتبقية وتحظى باهتمام إقليمي ودولي خاص. الأهم هو الوضع الإنساني الكارثي فيها، حيث تستضيف مئات الآلاف من النازحين داخلياً، مما يخلق حاجة إنسانية ضخمة وفورية.
– الاحتياج الاقتصادي: تعتمد المنطقة بشكل كبير على المساعدات الخارجية كشريان حياة بسبب غياب اقتصاد محلي مستقر، وتدهور العملة، وارتفاع البطالة. هذا الاعتماد يعزز جاذبيتها كمنطقة “أكثر حاجة” للاستجابة السريعة.
– الجهود المحلية: وجود عدد كبير من المنظمات غير الحكومية يساهم في تنسيق وإنجاح حملات جمع التبرعات.
التعهدات مقابل المبالغ الفعلية والتأثير:
– فجوة التمويل: المبالغ المعلن عنها غالباً ما تكون “تعهدات” وليست أموالاً محصلة فورياً. هناك “فجوة” شائعة بين التعهدات والمبالغ التي يتم صرفها فعلاً، بسبب عوامل مثل تغير الأولويات، وصعوبة تتبع بعض التعهدات.
– التأثير الملموس: تشكل المبالغ التي يتم جمعها فارقاً حيوياً وملموساً في معيشة المواطنين، فهي تدعم تشغيل المستشفيات وتوفر الضروريات الأساسية، وتمنع انهياراً إنسانياً أعمق.
– القصور عن تلبية الاحتياج الكامل: على الرغم من أهميتها، تظل هذه المساعدات أقل بكثير من حجم الأزمة. هي تعمل كـ “مُسكن” وتفتقر إلى الحلول المستدامة التي تساهم في التنمية الاقتصادية الشاملة وتجعل المواطن قادراً على الاعتماد على نفسه.
الخلاصة: الدعم لإدلب ضرورة إنسانية، والنجاح الحقيقي يكمن في ضمان وصول الدعم المعلن عنه بالكامل، والأهم هو التحول من الإغاثة إلى برامج التنمية المستدامة.