وصل وفد رفيع المستوى من مسؤولي المملكة العربية السعودية إلى دمشق، أمس الأحد، حيث كان في استقبالهم وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني.
ويرأس الوفد المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، حيث استعرض مع الجانب السوري “عشرات المشاريع الإغاثية والتنموية التي ستنفذ في مختلف المناطق السورية في قطاعات الصحة والتعليم والإيواء والأمن الغذائي”، وفقا لوكالة سانا.
شراكة وتعاون في مسار العمل الإنساني
تسلّمت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، من الوفد السعودي، حزمةً من المساعدات الإغاثية لقطاعات الطوارئ والكوارث والصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتعليم والزراعة والقطاعات الخدمية.
وقال الربيعة إن هذه المبادرات تأتي ضمن توجه السعودية لتعزيز الاستقرار الإنساني والتنموي في سوريا، حيث إن ما تم تقديمه اليوم “واحد من أكبر المشاريع الإنسانية التي تطلقها المملكة في سوريا”، ويتضمن تدخلات حيوية تشمل الأمن الغذائي والخدمات الصحية، وترميم المدارس، والبنية التحتية، وإزالة الركام من المناطق المتضررة، و454 جهاز غسيل كلى للمشافي.
واضاف في تصريح لسانا، أن هذه المشاريع ليست موجهةً لمنطقة بعينها، بل تستهدف جميع المناطق السورية الأكثر احتياجاً، لإحداث أثر مباشر ومستدام في حياة السوريين، بالتنسيق الكامل مع الجهات السورية الرسمية، في إطار خطة شاملة لدعم التعافي المبكر في مختلف المحافظات السورية.
من جانبه، أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أن ما يجري اليوم هو “تحول في مسار العمل الإنساني نحو شراكة حقيقية مع المملكة العربية السعودية، لتحقيق إعادة الإعمار والتنمية المستدامة”.
وأشار الصالح إلى أن المشاريع السعودية في سوريا تتسم بالتكامل والتوزيع العادل بين مختلف السوريين، وتقدّم الدعم بناءً على الاحتياج، ما يتطابق مع رؤية الحكومة السورية في المرحلة الحساسة المقبلة، متوجها بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
بدوره قال مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية في المركز عبد الله بن صالح المعلم، إن هذا الدعم للشعب السوري الشقيق ليس وليد اليوم، والمساعدات التي سلمت تشمل قطاعات العمل الإنساني، بما في ذلك الغذاء، والإيواء، والكساء، والمشاريع الصحية، والمياه، والإصحاح البيئي، ومشاريع الدعم المجتمعي كرعاية الأيتام، ودعم الزراعة، وإزالة الأنقاض.
وأشار المعلم إلى أن هذه المشاريع المتنوعة تتكامل مع بعضها لتتناسب مع مرحلة التعافي المبكر التي تعيشها سوريا، مبيناً أن المركز يعمل بموجب توجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لدعم سوريا بشكل قوي وعاجل ومستمر.
ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة من أبرز الهيئات الإنسانية الإقليمية والدولية، نفذ خلال السنوات الماضية مشاريع إغاثية وتنموية في دول عدة، أبرزها سوريا.
ترجمة اللقاءات إلى مشروعات ملموسة قريباً
أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل أن زيارة الوفد السوري إلى المملكة العربية السعودية شكّلت محطة لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الاتصالات والتحول الرقمي، وفتحت آفاقاً جديدة لتكامل فعّال يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، في إطار رؤية مشتركة قائمة على التنمية والابتكار.
وكان الوزير قد بدأ زيارة إلى المملكة العربية السعودية في الـ 30 من الشهر الماضي، مع فريق من الوزارة، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الاتصالات وتطوير هذا القطاع في سوريا.
وقال في منشور على منصة X، أمس: من الرياض عدنا وقد اطلعنا على تجربة استثنائية نعتز بها ونستلهم منها، في كل محطة استقبل أشقاؤنا السعوديون بتحية “أعز من جانا” ولمسنا القرب والتكامل بيننا.. نعمل معاً على مشروعات فارقة خدمةً لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا، دام الشقيقان لبعضهما، ودام عز وطنينا”.
وتابع الوزير هيكل: “يغمرنا الفخر والإلهام في ختام زيارتنا الاستثنائية إلى الرياض، ونعود إلى دمشق بقناعة مضاعفة بآفاق التكامل بين سوريا والسعودية في قطاع الاتصالات والتنمية الرقمية، تكامل أرسى دعائمه فخامة الرئيس أحمد الشرع وسمو الأمير محمد بن سلمان ورؤية إستراتيجية نترجمها قريباً إلى مشروعات ملموسة تخدم بلدينا وشعبينا ومنطقتنا”.
وأضاف: ” كان لفريق وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات برنامج حافل، التقينا خلاله بالمؤسسات والشركات والقادة الذين صنعوا النهضة الرقمية في المملكة معتمدين على كوادرهم الوطنية، وبانين مؤسسات كفؤة ومستدامة فانفتحوا على العالم بثقة، وحافظوا على السيادة والهوية، كما سعدنا بلقاء أبناء الجالية السورية، وامتلأنا فخراً بما سمعناه عن إبداعهم وعزيمتهم وإسهاماتهم في نهضة بلدهم الثاني، وإصرارهم على أن يكونوا شركاء فاعلين في مسيرة بناء سوريا الجديدة”.
وعبر الوزير هيكل عن الشكر والامتنان لنظيره السعودي عبد الله السواحه وفريقه على الحفاوة والمودة والثقة، كما شكر الوزراء ورؤساء الهيئات وقادة الشركات الذين التقاهم الوفد السوري ورئيس وأعضاء مجلس الأعمال السعودي السوري، وكل من ساهم في إنجاح هذه الزيارة.
تعزيز التعاون في الأمن الغذائي
بحث وزير الزراعة السوري أمجد بدر مع نظيره السعودي عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي في الرياض، أمس، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة، والأمن الغذائي، وإدارة المياه، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التكامل العربي.
وناقش الجانبان إمكانية نقل الخبرات السعودية إلى سوريا لدعم جهودها في تطوير الإنتاج الزراعي، وخاصة في ظل التحديات التي خلفتها سنوات الحرب، وأكد الوزير بدر أهمية الدعم السعودي خلال السنوات الماضية.
كما أشار إلى ضرورة الاستفادة من التجربة السعودية الناجحة في الزراعة لتذليل المعوقات وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، ونشر أنظمة الري الحديثة، وتجهيز المداجن، وتوفير المستلزمات الزراعية، وتطوير قطاع الإنتاج الحيواني، ولفت إلى وجود فرص استثمارية واعدة في مجالات الخيول والأسماك والمخابر الزراعية وإنتاج النخيل.
من جانبه، شدد الوزير الفضلي على أهمية تطوير القطاع الزراعي السوري تدريجياً بما يتناسب مع الواقع المعيشي، داعياً إلى دعم القطاع الخاص ومنحه فرصاً ملائمة لإطلاق مشاريع استثمارية، وأشار إلى ضرورة التركيز على المنتجات السورية ذات الميزات التنافسية مثل الزيتون والنخيل، ورفع المستوى التقني للإنتاج، إلى جانب مشاركة التجربة السعودية في الربط بين أهداف الزراعة وإدارة المياه.
كما اتفق الوزيران على تشكيل فريق عمل مشترك بين الوزارتين لوضع خطة عمل واضحة تدعم الاستثمارات السعودية في القطاع الزراعي السوري، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
يذكر أن السعودية وقعت العديد من مذكرات التفاهم مع شركات خاصة وحكومية سورية، الشهر الماضي، في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين.