ابتسم أنت في كفر زيتا، جملة خطها شاب حموي على ما تبقى من منزله، كرد على التصعيد العسكري لطائرات النظام وروسيا، التي تستهدف المدينة منذ أيام.
هكذا بدا المشهد في ريف حماة الشمالي بعد انتهاء قمة طهران الثلاثية، معاناة جديدة، وزيادة في حصيلة الشهداء والمصابين والنازحين من المنطقة بالإضافة إلى دمار هائل أجبر هذا الحاج للبحث عمّا تبقى من منزله في الركام.
التصعيد هذا ليس الأول من نوعه، إلا أنه يأتي مع تهديدات النظام السوري المتواصلة باجتياح المنطقة بالكامل، وسُبق بتمهيد مدفعي مكثّف أزهق عشرات الأرواح.
كل هذا يأتي بالتزامن مع حملة نزوح كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما بعد خروج معظم المشافي والنقاط الطبية عن الخدمة بالكامل بعد استهدافها بشكل مباشر، بالإضافة إلى إيقاف عمل المدارس وإعلان المنطقة منطقة منكوبة.
خمسون طلعة جوية سجلتها مراصد الشمال السوري في سماء كفر زيتا فقط، بالإضافة إلى مئات الطلعات الأخرى، على الهبيط وكفر سجنة وحاس وحرش عابدين، ليستمر ملف إدلب في المجهول، بين العمليات العسكرية المستمرة من جهة، والتفاهمات السياسية من جهة أخرى.