بيت المونة ركن قديم لا يخلو منه أي بيت سوري منذ القدم، هو ثقافة لدى السوريين عموماً، وتحول فيما بعد إلى مصدر دخل للعديد من العائلات السورية.
هي فيروز ذاتها، إلا أنها لا تشدو بحنجرتها بل بأناملها التي تشتد قساوة يوماً بعد يوم، في سبيل إطعام أطفالها وتأمين لقمة العيش، رفقة صديقات جمعتها بهنّ الظروف والأحوال المتشابهة في مدينة عين العرب كوباني بريف حلب.
لأن فرص العمل ليست متوفرة بسهولة للسيدات في بيئة خرجت من الحرب ولاتزال تعيش آثاره، تضطر الكثير من النساء خاصة غير متعلمات إلى مواجهة الظروف الاجتماعية التي حلت بهن، ومن رحم هذه المعاناة ابتكرت النساء فكرة استئجار منزل ليس بقصد السكن بل التجارة، عبر تحويله إلى مشغل متخصص بتحضير المونة الموسمية، يحمل اسم بيت المونة “فينا جن”.
التقديرات تشير إلى أن قرابة التسعين بالمئة من العائلات السوريات وخاصة الريفية، كانت قادرة على تجهيز مونة الشتاء بشكل كامل قبل اندلاع الثورة السورية، أما الآن، وفي ظل الحرب، فقد انخفضت النسبة بشكل كبير.