تطورات في ملف إدلب، توحي بنتائج متناقضة ميدانياً وعسكريا من جهة، وسياسياً من جهة أخرى.
الفصائل العسكرية في الشمال السوري المحرر، ورداً على القصف والغارات التي استهدفت المدنيين مؤخراً في ريف إدلب، استهدفت بوابل من صواريخ غراد، معسكر جورين غربي حماة، الذي يعتبر نقطة انطلاق معظم عمليات القصف، حيث أعقب الاستهداف نقل القتلى والجرحى من المعسكر إلى مشفى سقيلبية الوطني، وإعلان مقتل الرائد عروة يونس إثر تفجير دبابته بصاروخ كورنيت داخل المعسكر.
استهداف جورين، تزامن مع استهداف مدفعي وصاروخي من قبل الثوار، لمواقع النظام وميليشياته في منطقتي صلنفة وتلة النبي يونس في الساحل، حيث لوحظ إثر ذلك استنفار سيارات إسعاف عسكرية، نقلت القتلى والجرحى إلى مستشفيي الحفّة واللاذقية، وفق مصادر محلية، فيما استكملت الجبهة الوطنية للتحرير تفجير الجسور الواصلة إلى مناطق سيطرة النظام في سهل الغاب، بالتزامن مع التجهيزات العسكرية.
وفي موازاة التصعيد العسكري، لوحت تركيا بإمكانية التوصل إلى اتفاق يبدد المخاوف على مصير إدلب، وزير الخارجية التركي صرح بأن بلاده ستضغط في قمة طهران المقبلة، باتجاه إيقاف الهجمات التي وصفها بالخاطئة، مشيراً إلى ضرورة وضع استراتيجية مشتركة للقضاء على الجماعات المتطرفة في إدلب.
الدور التركي، تطابق مع تسريبات نقلتها صحيفة الحياة عن قيادي معارض، تفيد باتفاق أو مفاوضات تقضي بأن تتولى تركيا العمليات في إدلب وحلب التنظيمات الإرهابية واستلام سلاح الفصائل الثقيل، بالإضافة إلى انتشار الشرطة العسكرية الروسية والدوائر الحكومية في جسر الشغور وسهل الغاب، مقابل إبقاء المنطقة خاضعة للفصائل، وعدم دخول قوات النظام إليها.
لتبقى الاحتمالات واردةَ التطبيق، ويزداد أهالي الشمال السوري حيرة فوق حيرتهم، بانتظار ما ستؤول إليه مناطقهم المحررة.