تستمر الاشتباكات الجارية في ريف حلب الشمالي، بين كل من “القوة المشتركة” و”الجبهة الشامية”، منذ يوم أمس الأربعاء، الأمر الذي أدى لتفاقم معاناة السكان، وزيادة الضغوط المعيشية في المنطقة الهشة اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا.
وتوسعت الاشتباكات التي اندلعت في قرية حوار كلس بريف مدينة أعزاز شمال حلب، أمس، لتصل إلى عدد من المناطق الواقعة بين أعزاز وعفرين.
وقال مراسل حلب اليوم، إن أغلب الناس قيدت تحركاتها في عموم المنطقة، خوفا من انفجار التصعيد، فيما لا تزال المواجهات مستمر حتى لحظة تحرير الخير، الأمر الذي عطّل مصالح العديد من الأهالي.
كما صدر قرار بتعليق الدوام في عدد من المدارس بأعزاز وريفها، وأثرت المواجهات سلبا على الحركة الاقتصادية بالمنطقة، وأعاقت إلى حدّ ما عمل معظم المؤسسات الخاصة والعامة.
وبدأت الاشتباكات عقب هجوم شنته “القوة المشتركة” على مقر قيادة “لواء صقور الجبل” المنضوي تحت قيادة “الجبهة الشامية”، لتدفع الأخيرة بمؤازرات ما أدى لتوسع المواجهة.
وتضم “القوة المشتركة” كلا من “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ”العمشات” ويقودها محمد الجاسم (أبو عمشة)، و”فرقة الحمزة” المعروفة باسم “الحمزات” ويقودها سيف أبو بكر، وقد أرسلت تعزيزات عسكرية من جبل الأحلام باتجاه مدينة عفرين، وسط اشتباكات عنيفة أدت إلى سقوط إصابات بين المدنيين.
وبدأت “الجبهة الشامية” بتمشيط المناطق الواقعة بين أعزاز وعفرين، بينما تقترب قواتها من الأخيرة، حيث سيطرت على كفرجنة، فيما سيطرت القوات المشتركة على ثلاث قرى في ناحية بلبل كانت لخضع لفصيل “صقور الشمال”.
وتم استهداف مخيم في كفر جنة أثناء الاشتباكات، ما أوقع عددا من الإصابات، الأمر الذي أثار غضب واستياء النازحين، حيث وجهوا مناشدات لوقف التصعيد العسكري أو تحييد مخيماتهم، وتشمل مناطق الاشتباكات كلا من كفر جنة، بلبل، حور كلس، الغندور، ومريمين.
وناشد أهالي ووجهاء بلدة قطمة والمخيمات المحيطة بها شمال حلب، الجهات المعنية للتدخل ووقف الاشتباكات، مؤكدين سقوط قتلى جراء الاشتباكات التي اندلعت بين الفصائل خلال ساعات الليل مع وجود مئات العائلات في المنطقة.
وأصدرت منظومات الإسعاف نداء للمجموعات المتقاتلة لوقف الاشتباكات في منطقة المخيمات وتأمين الحماية لسيارات الإسعاف، والإخلاء، حرصًا على سلامة المدنيين، وقال كل من الجانبين أنهما التزما بالنداءات الموجهة لهما.
من جانبه أعلن الدفاع المدني السوري التوصل إلى هدنة إنسانية لمدة 3 ساعات، لتتمكن فرقه من الوصول إلى الجرحى وإجلاء المدنيين من المناطق التي تشهد الاشتباكات.
وفي قرية العزاتية قرب الراعي في ريف حلب الشمالي الشرقي، تم تسليم مقرات صقور الشمال لوزارة الدفاع، حيث دخل فصيل السمرقند لاستلامها.
يقول الشاب “حسن .م” إنه لم يستطع مغادرة مخيمه الواقع ضمن منطقة الاشتباكات، ما يعني حرمانه من “اليومية” التي يحصل عليها لقاء عمله، وذلك أمس واليوم، مضيفا أن غدا هو الجمعة وأنه لا يملك ثمنا لطعام العائلة في خيمته المهترئة.
ويؤكد الشاب أن حاله لا يختلف عن الكثيرين في المخيم وخارجه، حيث إن “الوضع لا يحتمل” مزيدا من الضغوط المعيشية.
وبحسب آخر تقديرات فريق منسقو استجابة سوريا، فقد ارتفع حد الفقر المعترف به إلى أكثر من 11 ألف ليرة تركية، وارتفع حد الفقر المدقع إلى اكثر من 10 آلاف ليرة، خلال شهر أيلول الفائت، بينما تتراوح “يومية” العامل حول 100 ليرة فقط.
وتجاوزت نسبة العائلات التي تقع تحت خط الفقر حاجز 91%، ونسبة العائلات التي تقع تحت خط الجوع حاجز 41%، خلال الشهر الفائت، بينما تقترب نسبة البطالة من 90%، في الشمال السوري بما فيه ريف حلب، ويشمل ذلك عمال المياومة.