قُتل ثلاثة معتقلين داخل سجن “أبو غزالة” الذي تديره الاستخبارات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، خلال الساعات الماضية، بعد مضي قرابة عام كامل داخل السجن بتهمة الانضمام إلى تنظيم “الدولة”.
وبحسب مراسل حلب اليوم في الرقة، فإن المعتقلين هم “عواد الخليل، مروان سليمان، وخالد مصطفى”، وينحدرون من مدينة الطبقة الواقعة غرب الرقة.
وأضاف مراسلنا أن الشبان تعرضوا للتعذيب، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية، إضافة إلى سوء التغذية ونقص الطعام، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة.
شهادات من أهالي المنطقة
وعن حال المعتقلين داخل سجن “أبو غزالة”، أفاد المدعو أبو يوسف، وهو أحد سكان مدينة الطبقة لحلب اليوم، قائلًا: “سجن أبو غزالة معروف لدينا أنه ليس سجناً لتنفيذ الأحكام القضائية وتطبيق العدل، وإنما هو سجن متخصص في التعذيب والإهانة”.
وأضاف: “المعتقلون لا يُمنحون حتى الحد الأدنى من حقوق الإنسان، فالطعام قليل ورديء، ولا توجد رعاية صحية، والأمراض منتشرة داخل الزنازين.
بدوره، تحدث أحد المعتقلين السابقين في “سجن أبو غزالة”، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، لحلب اليوم، عن الأوضاع الداخلية، قائلا: “لقد كنت محظوظاً؛ لأنني خرجت من هناك على قيد الحياة، في مطلع العام الحالي، فقد كان المعتقلون يتعرضون يومياً للضرب المبرح، ويمرون بأسوأ أنواع المعاملة.
وزاد: “في البداية، كنا نُحرم من الطعام لعدة أيام كوسيلة للتعذيب النفسي، ثم يبدأ التعذيب الجسدي، مؤكداً أن العديد من المعتقلين أصيبوا بأمراض جلدية وتنفسية بسبب انعدام النظافة والرعاية الصحية”.
وأضاف: “سمعت بأذني صرخات الشاب “عواد الخليل” وهو يتعرض للتعذيب، حيث كان يصرخ من الألم، كما أنني كنت شاهداً على تدهور حالته الصحية بمرور الأيام حتى أصبح بالكاد قادراً على الحركة، إذ كانوا يرفضون نقله إلى المستشفى، رغم توسلات زملائه في الزنزانة”.
شهادات عن الوضع الصحي داخل السجون
وفي السياق، أكّد الصحفي السوري “عبد العزيز خليفة” لحلب اليوم، أن سجون قسد ليست مجهزة بشكل يتناسب مع أعداد المعتقلين، والظروف الصحية سيئة للغاية، وأن هناك اكتظاظاً داخل الزنازين التي تعاني أساساً من قلة التهوية، وانعدام شبه كامل للرعاية الطبية.
وأضاف خليفة، أن أي شخص يمرض داخل السجن، سواء بسبب التعذيب أو بسبب الظروف السيئة، يترك لمصيره دون أي تدخل، مشيراً إلى أن هذه السجون تقع خارج نطاق الرقابة الدولية، وهناك تجاهل دولي لما يحدث داخلها.
معتقل سابق في سجون قسد
في ظل تصاعد الحديث عن الانتهاكات داخل سجون قسد، قدم أبو يوسف، أحد المعتقلين السابقين الذين نجوا من سجن “أبو غزالة”، شهادة مؤلمة عن تجربته لحلب اليوم، والذي أوضح أنه جرى اعتقاله لمدة سبعة أشهر بتهمة واهية تتعلق بالتعاون مع تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أنه كان يعمل سائقاً لشاحنة بين الرقة وحلب، ولم يكن له أي نشاط سياسي أو عسكري.
يقول أبو يوسف: “اُعْتُقِلْت من نقطة تفتيش دون سبب واضح، ليتم تحويلي إلى سجن أبو غزالة، وهناك بدأت الكوابيس. في البداية، كنت أظن أن الأمر سيكون تحقيقاً بسيطاً، ولكن سرعان ما بدأ التعذيب”.
وأضاف: “كانوا يضربونني يومياً باستخدام الأنابيب المعدنية، وكان التعذيب الجسدي والنفسي لا ينقطع أبدا، وكانت أصعب اللحظات عندما كنت أسمع صرخات الآخرين في الزنازين المجاورة، كان ذلك يشعرني بالعجز”.
وأضاف أبو يوسف أن التعذيب لم يكن الوسيلة الوحيدة لإذلال المعتقلين، بل كانت الظروف المعيشية داخل السجن جزءًا آخر من المعاناة، مشيراً إلى أن الطعام الذي كان يقدم للمساجين بالكاد يكفي للبقاء على قيد الحياة، وكانت عبارة عن (قطع صغيرة من الخبز ووجبة من العدس الفاسد)، وأمّا النظافة فقد كانت معدومة بالمطلق، حيث لم يكن هناك ماء كافٍ للاستحمام، ولذلك ترى جميع المساجين يعانون الأمراض الجلدية.
وتضم سجون قوات “قسد” شرقي سوريا، آلاف المساجين من عناصر تنظيم “الدولة”، فيما تواجه هذه السجون انتقادات حادة؛ بسبب الظروف القاسية التي يعيشها السجناء، بما في ذلك نقص الطعام والرعاية الصحية.