عادت الدوريات التركية- الروسية في عين العرب (كوباني) شرق الفرات إلى مشهد الأحداث في الساحة السورية بعد انقطاع دام قرابة العام، يث سُيّرت الدورية الأولى منذ عدة أيام شمال شرق سوريا، والثانية يوم الثلاثاء الفائت.
يقول العقيد والمحلل العسكري إسماعيل أيوب إن تسيير الدوريات التركية الروسية يأتي ضمن نطاق مذكرة التفاهم التي وقعت بين تركيا وروسيا عام 2019، والتي كان من ضمن بنودها تسيير دوريات مشتركة بين البلدين (تركيا- روسيا) شمال شرق سوريا في كل من القامشلي وعين العرب (كوباني) في ريف حلب بالإضافة لتسيير دوريات في منطقة إدلب حيث تسيطر هيئة تحرير الشام إلى جانب بنود أخرى منها محاربة المجموعات الإرهابية وإنشاء منطقة آمنة وإعادة اللاجئين.
وأضاف أيوب أن تسيير الدوريات كان يتم بشكل أسبوعي من خلال مروحيات وعربات عسكرية أو بشكل يومي من خلال تحليق المروحيات ذلك في عدة مواقع منها عين العرب شرقي حلب والدرباسية والمالكية في الحسكة حيث استمرت قرابة الـ 4 أعوام بمعدل ما يقارب 200 دورية حسب أيوب.
فيما أكد أيوب أن عودة هذه الدوريات إلى الواجهة يأتي نتيجة الأحداث الدولية منها الحرب الروسية والأوكرانية، بالإضافة إلى تعزيز الوجود الأمريكي في منطقة الجزيرة، ورغبة روسيا بأن تظهر نفسها بشكل فاعل في هذه المنطقة والتقارب التركي مع الجانب الروسي حسب قول أيوب.
وتابع أيوب في حديثه مع حلب اليوم قائلا إن توقف الدوريات التركية والروسية أو استمرارها ناتج عن تفاهمات دولية فالولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض تسيير الدوريات التركية الروسية في منطقة عين العرب فهي المتحكم الأكبر في القرار العسكري والسياسي في سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الدوريات هي خطوة إيجابية للبلدين (تركيا_روسيا) لكن ليست ذات فائدة للشعب السوري ما دام بشار الأسد باقياً على رأس السلطة حسب تعبير أيوب.
بدوره أوضح المحلل العسكري أحمد حمادة لموقع حلب اليوم أن إعادة تسيير الدوريات التركية الروسية هو ضمن إطار قيام روسية بإقامة قاعدة عسكرية في منطقة عين العرب لحماية الحدود التركية.
مؤكدًا أن هذه الخطوة تشير إلى تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا بالتالي إعادة التعاون بين البلدين وإعادة تفعيل الاتفاقيات في منطقة شرق الفرات حسب قول حمادة.
لماذا توقفت الدوريات التركية الروسية؟
وبحسب جسور للدراسات عن الأسباب التي أدت إلى توقف الدوريات التركية الروسية في مناطق سيطرة قسد شمال شرق سوريا، فيرجع بالدرجة الأولى إلى تقييم تركيا السلبي لجدوى استمرار تسيير الدوريات المشتركة مع استمرار أنشطة حزب العمال، لا سيما في المناطق الحدودية التي بات يستخدمها كقواعد عمليات لتنفيذ هجماته داخل سوريا، أو في تركيا كما حصل في هجمات إسطنبول وأنقرة.