هربًا من الوضع الأمني وما تسببت فيه الحرب التي شنتها قوات الأسد مدعومة بميليشيات إيرانية وروسية، تستمر قوافل اللاجئين السوريين باللجوء إلى أوروبا برًا وبحرًا، متحدّين الكثير من المخاطر التي تحيط بهم والتكاليف الباهظة للوصول إلى بر الأمان.
سعيد السعيد ناشط إعلامي وأحد اللاجئين السوريين في أوروبا يروي خلال حديثه لحلب اليوم تفاصيل حول عبور اللاجئين إلى أوروبا والمخاطر التي يتعرضون لها، مشيرًا إلى أن اللاجئين خلال رحلتهم برًا من خلال غابات بلغاريا وصربيا وغيرها يواجهون مخاطر متعددة منها الإصابة بالأمراض جراء بقائهم لفترات طويلة في تلك الغابات قد تمتد لأسابيع، ما يجبرهم على الشرب من مياه غير صالحة وتناول الأطعمة الفاسدة، إن وجدت، ويضاف لكل ما سبق استغلال المهربين للاجئين ماليا، مقابل على تأمين طرق للعبور، وهو ما ينافي الحقيقة، فكثير من الطرق غير مضمونة بحسب السعيد.
وعن اتباع طريق البحر قال السعيد في حديثه مع حلب اليوم أن طريق البحر خطر أيضا، ويعتبر الموت غرقا من أبرز مخاطره.
وعن أبرز دوافع السوريين للجوء إلى أوروبا واتباع سبل خطرة، يوضح السعيد أنها للهرب من الوضع الأمني السيئ وعدم وجود استقرار سياسي أو حتى اقتصادي في البلاد.
بدوره، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق اللاجئين مضر الأسعد في تصريح لموقع حلب اليوم أن اللاجئين العابرين في غابات بلغاريا يتعرضون للموت بنسبة كبيرة بسبب صعوبة السير في الغابات بطبيعة الحال، بالإضافة لوجود حيوانات مفترسة وحشرات سامة ولعدم حصولهم على الغذاء والعناية الكاملة لمواصلة طريقهم نحو بر الأمان.
وأضاف الأسعد لحلب اليوم أن بعض اللاجئين يختارون الطرق البرية على حساب البحر خوفًا من السفر في البحر وبسبب المراقبة الشديدة التي يفرضها خفر السواحل التركي واليوناني على حد سواء، مشيرًا إلى أن هناك دوافع أخرى لطلب اللجوء إلى أوروبا، المتمثلة بالعنصرية في دول الجوار، وكذلك ما يتعرض له اللاجئون من طرد وترحيل.
وأكد الأسعد أن معظم المهربين ينظرون إلى اللاجئ كسلعة لكسب المال، ويظهر ذلك جليًا من خلال وضع عدد كبير من اللاجئين في القارب المطاطي (البلم) حيث قد يصل عدد الركاب إلى حوالي 50 راكبًا، وهذا يزيد عن طاقته الاستيعابية بحوالي الضعف، مما يعرض اللاجئين لخطر الغرق.
ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد اللاجئين السوريين الذين فقدوا حياتهم خلال رحلة اللجوء إلى أوروبا، ولكن هناك إحصائيات تقديرية؛ إذ يبلغ عددهم نحو 8000 لاجئ، بحسب الأسعد الذي حمّل مسؤولية خسارة حياة اللاجئين لسلطة الأسد وإيران وروسيا والمليشيات المرتبطة بهم، كونهم السبب الرئيسي في تهجير السوريين من بلادهم.
وطالب الأسعد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم من خلال تنفيذ القرارات 2254 والقرار 2118 وأيضا جنيف 1، الكفيلة بإيقاف معاناة السوريين.