حلب اليوم – خاص

تواجه العاصمة السورية دمشق أزمة كهرباء حادة، حيث تصل ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 20 ساعة يومياً، مما يجعل الحياة اليومية للسكان أكثر صعوبة، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.

وللتعامل مع هذه الظروف القاسية، اتجه العديد من سكان دمشق إلى استخدام الطاقة الشمسية كحل بديل ومستدام لتوليد الكهرباء وتلبية احتياجاتهم الأساسية. لكن هذا الحل لا يزال بعيد المنال بالنسبة للكثيرين بسبب التكلفة العالية، وفقاً لمراسلة حلب اليوم.

وبحسب مراسلتنا، فإن جميع جوانب الحياة في دمشق تأثرت من قضية انقطاع الكهرباء المتواصل، من تخزين المواد الغذائية إلى القيام بالأعمال المنزلية الأساسية.

يقول أبو عمر، أحد سكان منطقة المزة، لـ “حلب اليوم “: “لقد أصبح انقطاع الكهرباء جزءًا من حياتنا اليومية، إذ نعاني تلف الأجهزة الكهربائية على نحو متكرر، ولا نستطيع حتى تبريد المياه في هذه الأجواء الحارة”.

ويضيف أبو عمر أن هذه الأزمة لم تقتصر فقط على التأثير المادي من خلال تلف الأجهزة، بل تجاوزت ذلك إلى التأثير النفسي والمعنوي على أفراد الأسرة، حيث أصبحت الأجواء في المنزل مشحونة بالتوتر؛ بسبب عدم القدرة على التكيف مع الوضع.

وأكمل قائلاً: “الأطفال أيضاً بدأوا يعانون في أداء واجباتهم المدرسية بسبب انقطاع الكهرباء ليلاً”.

في مواجهة هذه الأزمة، بدأ العديد من السكان بالبحث عن حلول بديلة، وكانت الطاقة الشمسية من أبرزها، وعلى إثرها أشار أبو خالد، من سكان كفرسوسة، في حديثه لـ “حلب اليوم” إلى أن تركيب الألواح الشمسية على سطح منزله قد غيّر حياته بشكل جذري، مضيفاً: “على الرغم من التكلفة الأولية العالية، إلا أنني أصبحت قادراً على تأمين كهرباء مستمرة خلال النهار، وهو ما لم أكن أتخيله سابقاً”.

وفي السياق، يؤكد المهندس الكهربائي “سامر.ن”، العامل في مجال الطاقة المتجددة، لـ “حلب اليوم” أن الطلب على الألواح الشمسية ارتفع بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن “السكان باتوا يدركون أهمية هذه التقنية لتوفير كهرباء مستقرة ومستدامة”.

لكن سامر أشار إلى أن كفاءة الألواح الشمسية تتراجع خلال فصل الشتاء بسبب قلة سطوع الشمس، مما قد يضع الأسر التي تعتمد عليها في مأزق.

رغم فوائد الطاقة الشمسية، تظل تكلفتها العالية حاجزاً أمام تبنيها على نطاق واسع، إذ تقول “أمينة.م” وهي أم لثلاثة أطفال من منطقة برزة، لـ “حلب اليوم”: إن “أسعار الألواح الشمسية مرتفعة جداً، حيث وصل سعر اللوح الواحد فقط إلى 4 ملايين ليرة سورية في أسواق برزة، ولذلك نعتمد اليوم على البطاريات فقط لتشغيل بعض المصابيح في الليل، ولكن هذا ليس كافياً”.

أما أبو حسان، العامل اليومي من منطقة الزاهرة، فيشير إلى أن الطاقة الشمسية ليست خياراً متاحاً للجميع، ويقول: “أعرف أن الطاقة الشمسية يمكن أن تحل الكثير من مشاكلي، لكنني ببساطة لا أملك المال لشرائها، فتركيب منظمة مؤلفة من 3 ألواح ومولد كهرباء لهم يصل إلى 17 مليون ليرة سورية.

يشار إلى أن السكان في مناطق سيطرة سلطة الأسد يعانون وضعاً معيشياً متردٍّ بسبب شح الخدمات وشبه انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمحروقات والمواصلات، وصعوبة تأمين الخبز، بالإضافة إلى هبوط قيمة الليرة السورية وارتفاع الأسعار إلى حد بعيد في ظل عدم توفر فرص العمل.