تشهد مناطق سيطرة سلطة الأسد ارتفاعًا ملحوظًا في جرائم السرقة منذ بداية عام 2024، نتيجة الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض القدرة الشرائية، إذ دفعت هذه الظروف الاقتصادية الصعبة العديد من الأشخاص إلى اللجوء للسرقة.
خلدون. م من أهالي حي المزة، قال لمراسلة حلب اليوم “إن السرقات أصبحت منتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة، حيث يقوم السارقون بتفكيك السيارات إلى قطع صغيرة وسرقتها، سواء في الليل أو بوضح النهار إذا كانت السيارة مركونة في مكان معزول عن الناس”.
وأضاف خلدون “استعنت بسيارة صديقي لتوصيل الطلبات، ولكن في اليوم التالي لم أجد السيارة أمام منزلي، وعندما ذهبت لتقديم شكوى في المخفر، اعترض الضابط المسؤول التابع على الشكوى بدون أسباب”.
عمير الفيصل -يعمل ناطور في مزرعة لأحد المسافرين- وافق خلدون في كلامه، وقال لحلب اليوم “إن السارقين أصبحوا يعملون في مجموعات كعصابات تدخل المزارع ليلًا وتسرق كل شيء فيها”.
وأضاف أن “النواطير أو أصحاب المزارع لا يستطيعون فعل أي شيء لأن السارقين يكونون مسلحين، منوّهاً إلى أنه عندما ذهب لإبلاغ الشرطة عن تكرار هذه الحوادث وانتشارها بهدف تأمين حماية له لم يعطوه أي اهتمام”.
وأضاف الفيصل “مؤخراً دخلت عصابة سطو إحدى المزارع في منطقة الدرخبية بريف دمشق، ولم يستطع صاحبها أن يخرج ويطردهم لأنه سمع صوت إطلاق النار، وعندما خرج في الصباح الباكر، وجد أن المنزل قد نهب بالكامل، كما قُتل كلب الحراسة برصاصة”.
صحيفة الوطن الموالية نقلت عن مصدر موالٍ قوله، إن أغلب السرقات تشمل كسر زجاج السيارات وسرقة مقتنياتها أو سرقة الأسلاك والكابلات الكهربائية، مما يزيد من معاناة السكان في ظل الظروف الاقتصادية المتردية.
وقدرت الأمم المتحدة أعداد المحتاجين إلى المساعدة في سوريا بـ 14.6 مليون شخص، فيما قدر من يعيشون في فقر مدقع بنحو الثلثين من بين ما يقارب 17 مليون شخص يعيشون في سوريا حالياً وفق إحصائية اجراها مركز جسور للدراسات في نيسان عام 2023.
ووفق مراسلة حلب اليوم، فإن الحياة في دمشق لم تعد كما كانت عليه، إذ تبدو هذه المدينة مُجحفة بحقّ أبنائها الذين تبدو عليهم ملامح الجوع وسوء التغذية فالوجوه صفراء والأجساد نحيلة والظهور محنية.
ويستمر التراجع الاقتصادي في مناطق الأسد، لتتمايز الطبقات الاجتماعية في سوريا بين أصحاب النفوذ والملّاك والمتنفذين، وسكان المدن والقرى الخاضعة لسيطرة سلطة الأسد، حيث انعدام الامن والخدمات من ماء وكهرباء وغذاء، وفقدان مواد أساسية من الأسواق.