خاص – حلب اليوم
شهدت مُدن تلبيسة والرستن بريف حمص الشمالي خلال الساعات الماضية، حالة من التوتر والاستنفار بين سكان المنطقة، عقب تمركز ثلاثة دوريات أمنية مشتركة على الطريق الواصل ما بين الريف الشمالي ومركز مدينة حمص “أوتوستراد حمص-حماه”، الأمر الذي أثار تخوف السكان من عمليات مداهمة ليلاً أو اعتقالات للشبان أثناء تنقلهم داخل المدينة.
مراسل “حلب اليوم” في حمص أكد أن الأهالي استنفروا في الرستن وتلبيسة في ساعات المساء الأولى من الليل، مع ورود معلومات عن تمركز ثلاث دوريات أمنية مشتركة قرب مفرق المختارية وقرية الكم، بالإضافة إلى وجود دورية أخرى قرب تحويلة حمص-طرطوس، المدخل الرئيسي لحمص من الشمال.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أبناء مدينة الرستن أن دورية مشتركة قامت بإيقاف السرافيس القادمة من مدينة حمص إلى الرستن وفتشت بين أسماء الركاب بحثاً عن مطلوبين بعد مطالبة السائقين بإبراز لائحة الركاب الصادرة عن مفرزة الأمن السياسي “مفرزة الكراج الشمالي”.
ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته -لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة- أن الدورية المشتركة قامت بإنزال ثلاثة أشخاص بينهم امرأة من أهالي مدينة الرستن بعدما تبيّن لهم قدومهم من لبنان إلى سوريا بطريقة غير شرعية.
في سياق متصل، أعرب أبناء تلبيسة عن خوفهم من أي تصرفات مستقبلية، مثل المداهمات الليلية أو الاعتقالات التعسفية، من قبل الدوريات المشتركة أو العناصر الأمنية داخل المدينة، وفقاً لمراسلنا.
يؤكد مراسلنا أن السكان حصلوا على قائمة أسماء مطلوبين من أبناء حمص بتهم تتعلق بالحراك الثوري وبعض التهم الجنائية، ممّا أثار قلق السكان الذين يرون هذا التسريب كتأكيد على عدم احترام الأجهزة الأمنية للتسوية التي أبرمتها مع السكان في شمال حمص بعد سيطرتها على المنطقة.
وفي السياق، حذّر أبناء مدينة تلبيسة رؤساء المفارز الأمنية التابعة لسلطة الأسد من مغبّة أي تصرف (مداهمات ليلية – اعتقالات عشوائية) من قبل الدوريات المشتركة أو حتى من قبل عناصر المفارز المتواجدين ضمن المدينة وعلى أطرافها مهدّدين باستهداف أي سيارة تابعة لأفرع الأمن في حال تجولها ضمن أحياء المدينة، بحسب مراسلنا.
تجدر الإشارة إلى أن مخابرات سلطة الأسد تعهّدت في وقتٍ سابق بعدم ملاحقة أي شخص يخضع للتسوية السياسية ضمن المراكز التي تمّ الإعلان عن افتتاحها، إلا أن ما يجري على الأرض يتعارض مع تصريحات المسؤولين، والذي يتمثل بموجات من الاعتقال بين الحين والآخر بحق الأهالي على الرغم من إبرازهم لورقة التسوية الموقعة من رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص ثم سوقهم إلى المعتقلات بتهمة المشاركة بالحراك الثوري الذي شهدته المنطقة في وقت سابق، بحسب مراسلنا.