تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في ألمانيا بقصة السوري هشام السّباعي، بعدما استطاع تحويل عمله الروتيني إلى فرصة لمساعدة المشردين.
والسباعيى صاحب الـ 50 عاما هرب من سوريا سنة ٢٠١٥ متّجهًا إلى تركيا، ومنها لجأ إلى ألمانيا عبر البحر.
كانت أولى خطوات السباعي في ألمانيا دراسته للّغة الألمانيّة، وتخطي صعوباتها، ثم انتقل إلى فكرة بدء مشروعه الخاص في مجاله المهني وهو الحلاقة.
وعن افتتاح محل الحلاقة، فيوضح السباعي أن الحظ لعب دوره معه في تأسيس مشروعه الخاص حيث لم يتلق أي دعم من أي جهة أو شخص، لكنه استفاد من رجل تركي استثمر في محل حلاقة في المنطقة ولم يستطع تأمين فريق عمل، فاقترض السباعي مبلغا من صديقه واستثمر هو في المحل.
ويضيف قائلا في حديثه مع مهاجر نيوز: “لم أجد طوال حياتي مشاكل للعمل في مجال الحلاقة مذ بدأت بالمهنة خلال تسعينات القرن الماضي، لكن في ألمانيا خاصّة بعد تأسيس مشروعي الخاص سنة ٢٠٢٢ عشت صعوبات لم أتخيلها”.
أوقاتا عصيبة عاشها السباعي حتى وصل إلى ألمانيا ويصف تلك الفترة قائلا:”مررت برفقة الملايين من أبناء بلدي بأوقات لا ننساها، عشنا فيها الغربة وقلّة الحيلة وعدم امتلاك المال لقضاء أبسط الأغراض وأكثرها ضرورة، نحن أكثر من يعلم معنى الحاجة؛ وهذا ما يدفعنا لردّ الجميل مع مجتمعات قامت بإيوائنا بعد التّشرد”.
وكتعبير عن الشكر والامتنان قرر السباعي أن يبدأ بمبادرة شخصية في مساعدة المشردين من خلال حلاقة شعرهم وكانت البداية مع شخصين كانا يمران دائما من جانب المحل، فعرض عليهما المساعدة وحلق شعرهما فقبلا.
تزامنت الفكرة مع دخول شهر رمضان المبارك لذا خصص للمحتاجين أوقاتا محددة طوال الشهر وهو ما أعلن عنه بعض أصدقائه في مواقع التواصل الاجتماعي الألمانية، لتلق رواجا وقبولا من الإعلام الألماني.
وما جزاء الإحسان إلّا الإحسان
لفتت مبادرة هشام نظر الإعلام الألماني خلال رمضان، فألقى الضوء عليها مشيّدًا بالفكرة والتوقيت لتنفيذها ودوافعها.
وفي كل مرة تذكر فيها المبادرة يكرر السباعي فكرة وجوب ردّ الجميل إلى ألمانيا ومراكز الإيواء التي استقبلت اللّاجئين استقبالًا جيّدًا، ووفرت المأوى وساعد في ذلك المنظّمات الإنسانيّة والجمعيات الإسلاميّة خاصّة التّركيّة منها. وهو ما جعله يشعر أن مبادرته اتجاه المشردين واجب حيث جاءته عفو الخاطر دون تفكير مسبق.
وعن ردة فعل الإعلام الألماني يقول السباعي:”لم أكن أتوقع أن تُحدث هذه المبادرة العفويّة ضجة لدى الألمان وإعلامهم، خاصّة أنّ غايتي لم تكن سوى مساعدة المحتاجين، لكنّ الألمان دعموني كثيرًا وكسبت زبائن جدد فقط لأنّهم سمعوا بالمبادرة وتقديرًا للفكرة والمجهود”.