توقف توريد مادة الغاز المنزلي بشكل مفاجئ إلى المحال والبسطات في محافظة إدلب، بالتزامن مع اقتراب عيد الفطر، دون معرفة اﻷسباب، مما يسبب مشكلة تواجه اﻷهالي.
يقول محمد .س المهجر من شرقي إدلب، لحلب اليوم؛ إنه لم يكن في حسبانه الوقوع في أزمة مع نفاد الغاز لديه، حيث نزل إلى أقرب “براكية” ليفاجأ بأن المادة مقطوعة، منذ أيام، وبشكل كامل.
يؤكد معتمدو الغاز أن معمل التعبئة الوحيد في إدلب والخاضع لسلطة حكومة اﻹنقاذ توقف دون سابق إشعار، على أن يستأنف عمله بعد العيد مباشرة.
ولكن مدير العلاقات العامة في مديرية المشتقات النفطية أحمد السليمان، قال إن السبب هو تأخر الشركة الموردة في تركيا بتسليم طلبية الغاز، مضيفاً أنها توقفت لمدة يومين ومرجحاً عودة توفر الغاز المنزلي وتعويض النقص الحاصل في الأسواق خلال اليومين المقبلين.
وتداولت صفحات محلية أمس السبت تصريحات منسوبة للسليمان قال فيها إن الشركة تلقت وعوداً باستئناف عملية توريد الغاز المنزلي اليوم الأحد مع تعويض عن النقص الذي حصل، إلا أن الغاز لم يصل حتى لحظة تحرير الخبر,
يؤكد محمد أن ذلك تسبب له بأزمة لم يحسب حسابها، متسائلاً كيف سيكمل هو وعائلته ما بقي من رمضان واﻷيام اﻷولى من العيد، خصوصاً مع الحاجة لشغل حلويات العيد من معمول وكعك وغير ذلك.
يبلغ سعر استبدال جرة الغاز نحو 13 دولاراً، فيما يبلغ سعر الجرة الفارغة (حديد) 22 دولاراً، ما يعني أن على من يرغب بحيازة واحدة احتياطية دفع 35$، لتأمين نفسه من الانقطاع.
يقول محمد وهو عامل في فرن للفطائر، إن ثمن الجرة ليس بالكبير، ولكن بالنظر إلى ضعف الدخل فإنه يُفضل الاستغناء عن كل ما يمكنه الاستغناء عنه.
وتبقى المشكلة اﻷكبر أمام أصحاب اﻷفران الذين يسعون لاستغلال الموسم وبيع أكبر كمية ممكنة من المعجنات، إلا أن انقطاع الغاز في هذا التوقيت كان بمثابة مشكلة قد تعرض بعضهم للخسائر.
يشرح أبو محمود لحلب اليوم كيف أنه منذ نزح إلى ريف إدلب عمل على بذل أقصى جهده لتأمين مصاريف عياله، وقام بشغل أصناف متعددة في فرنه المتواضع.
يقول أبو محمود إنه يعمل أصنافاً مختلفة من المعروك السادة والمحشي، إضافةً لكعك العيد، مع معجنات متنوعة، في محاولة منه لكسب بعض المال خلال الموسم، حيث ستنخفض مبيعاته بعد انقضاء هذه اﻷيام.
لكن توقف مادة الغاز دون سابق إنذاء تسبب له بمشكلة، حيث يتساءل كيف سيتابع عمله في حال نفدت الكميات لديه؟!.
وكانت إدلب وريف حلب الخاضع لسلطة اﻹنقاذ قد شهدت أزمات متلاحقة في تأمين البنزين والديزل والغاز، وكان أعمق تلك اﻷزمات ما حدث خلال الصيف الماضي من انقطاع في مادة البنزين.
وباﻹضافة إلى توقف توريد المشتقات من الخارج فإن من أهم أسباب اﻷزمات عدم وجود محزون احتياطي كافٍ من تلك المواد سواء أكانت غازية أو سائلة.
