انخفض سعر صرف التومان الإيراني بشكل كبير أمام الدولار اﻷمريكي وباقي العملات الأجنبية، بينما ترتفع أسعار المواد الغذائية، ويزيد عدد اﻹيرانيين الواقعين تحت خط الفقر.
ووصل سعر الدولار الأميركي في السوق المفتوحة بطهران إلى 61 ألف تومان، أمس الثلاثاء، كما ارتفعت أسعار العملات الذهبية في المعاملات الصباحية، بنحو مليون تومان مقارنة بيوم الاثنين، لتصل إلى 36 مليوناً و400 ألف تومان.
وتواصل العملة اﻹيرانية الانخفاض المستمر الذي شهدته في الأيام الأخيرة عقب انتهاء الانتخابات، فيما زاد الاضطراب في سوق العملة المحلي، حيث توقع مراقبون وخبراء في سوق الصرف الأجنبي ارتفاع سعر الدولار في إيران بعد انتخابات 1 مارس/ آذار، بحسب ما نقله موقع إيران إنترناشيونال.
وأضاف الموقع أن الخبراء الاقتصاديين يعتقدون أن الدخل من بيع النفط انخفض بشكل كبير، ولم تتوقف صادرات البلاد والميزان التجاري عن النمو فحسب، بل أصبحت أيضًا سلبية، ومع وجود العقوبات، “لا تستطيع الحكومة فعل الكثير”.
وكانت الأجهزة الأمنية اﻹيرانية قد أمرت بإيقاف الإعلان عن أسعار بيع وشراء التومان في مكاتب الصرافة، ردا على تسجيل أسعار قياسية جديدة في سوق النقد الأجنبي وسوق الذهب، وقامت بعض مكاتب الصرافة الكبيرة بإيقاف لوحات الأسعار الخاصة بها بالكامل.
وتتراجع القدرة الشرائية للمواطنين اﻹيرانيين بشكل كبير، وفقاً لتقرير نشره الموقع نفسه، حيث “اختفت المواد الغذائية مثل اللحوم الحمراء والدجاج والسمك والألبان من موائد الشعب الإيراني بعد أن أصبح المواطنون عاجزين عن توفيرها”.
وتخلت شريحة من اﻹيرانيين أيضاً عن المكسرات والحليب والفستق والجبن والبيض بعد أن أصبحوا عاجزين أيضا عن توفيرها، عقب انخفاض التومان كما أعرب آخرون عن قلقهم من تردي أوضاعهم المعيشية في المستقبل، مؤكدين أنهم يعجزون منذ فترة طويلة عن توفير الطعام الجيد.
وبحسب ما نقله الموقع عن صحيفة “اعتماد” المحلية فقد ارتفع سعر السمك المعلب بنسبة 113 في المائة الشهر الماضي، وارتفعت اللحوم البيضاء بنسبة 100 في المائة، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
ويعيش ثلث اﻹيرانيين تحت خط الفقر وفقاً للمصدر نفسه، فيما يقول بعضهم: “لم نعد نستطيع شراء الأرز حتى، وفي ظل هذا الغلاء لا أحد يصغي إلى مطالبنا، ولا ندري ما الذي ينتظرنا في المستقبل”.
وقال الصحافي الاقتصادي رضا غيبي لـ”إيران إنترناشيونال” إن الأسعار سجلت ارتفاعا في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب موعد العام الجديد، وأضاف: “هذه الأمور أربكت المناسبات الاجتماعية، وبتنا نشاهد محال بيع المواد الغذائية تبيع البضائع للمواطنين بالتقسيط، بعد عجزهم عن الدفع الفوري”.