أكدت مصادر إعلامية موالية لسلطة اﻷسد ارتفاع نسب اﻹصابة بمرض السكري، في صفوف السكان، جراء ارتفاع الضغوط النفسية وتدهور الوضع المعيشي.
وقال عضو الجمعية السورية لداء السكري محمد سمير بركات لموقع “أثر برس” الموالي إن عدد المصابين بمرض السكري في سوريا تجاوز الـ 200 ألف مريض، مؤكداً أن العدد في ازدياد.
وأشار إلى أن هذا العدد يشمل المصابين بالمرض من النمطين الأول والثاني مع وجود ما يقارب 5000 مريض يحاولون إخفاء أعراض المرض نتيجة النظرة السلبية تجاهه.
وأرجع بركات ارتفاع نسب اﻹصابة إلى تردي الوضع الاقتصادي والنفسي الذي يتعرض له الكثير من الناس، موضحاً أن الضغط النفسي عامل أساسي للإصابة بداء السكري.
ويعاني السوريون في عموم البلاد، وخصوصاً بمناطق سيطرة اﻷسد، أوضاعاً نفسية صعبة؛ أدت إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب، فيما يزداد اﻹقبال على العيادات النفسية، جراء الضغوط الاجتماعية الناجمة عن تدهور الوضع المعيشي.
وقالت صحيفة الوطن الموالية لسلطة اﻷسد، في تقرير نشرته الشهر الماضي، إن “قلق السوريين اليوم يتمحور حول تأمين أبسط مقومات حياتهم من مقعد في سرفيس إلى استلام رسالة أسطوانة الغاز وتأمين أدنى متطلبات الحياة في ضوء ضعف الرواتب والدخول”، اﻷمر الذي “انعكس على صحتهم النفسية”.
وتؤكد الطبيبة النفسية دينا القباني ازدياد الاضطرابات وحالات الاكتئاب، حيث أن “الأزمة الاقتصادية أدت إلى ارتفاع نسبة اﻹقبال على العيادات النفسية لدى كل من الرجال والنساء خاصة اضطرابات القلق والاكتئاب”.
وأوضحت أن السبب هو “الغلاء والشعور بالعجز عن تأمين مستقبل للأطفال”، مشيرةٍ إلى أن “العيادات النفسية يغزوها المرضى لسوء الحالة الاقتصادية وعدم قدرتهم على دعم عائلاتهم أو إطعام أطفالهم أو التخطيط لمستقبلهم والتفكير المستمر بكيفية الحصول على أبسط متطلبات الحياة والحفاظ على مستوى معيشي مقبول في ظل الغلاء الحالي”.
من جانبها قالت الطبيبة والمعالجة النفسية نعمت الداهوك إن “هناك تقارير طبية تكشف عن ارتفاع الجلطات القلبية والدماغية لدى الشباب دون الثلاثين والراشدين دون الخمسين إضافة إلى تزايد نسبة القلق والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري حتى الأطفال ظهرت عليهم اضطرابات نفسية وسلوكية لم تكن منتشرة بشكل كبير في المجتمع السوري كالتوحد”.
ورأت أن “الأسرة السورية تحتاج إلى دعم اقتصادي كبير عبر رفع الرواتب وتسهيل قروض السكن لأن نسبة كبيرة من السوريين اليوم يعيشون في بيوت مستأجرة عشوائية غير صحية وغير مؤهلة للسكن والاستقرار وتربية جيل سليم ومعافى نفسياً فيها”.
وذكرت الطبيبة النفسية فردوس صواف أن “حالات الانتحار عند النساء تظهر بشكل أكبر والاضطرابات المزاجية عند الرجال أكثر، إضافة إلى تزايد حالات الاضطرابات المزاجية المترافقة بنوبات غضب، وما ينجم عنها من مشكلات أسرية واجتماعية تهدد الأمن النفسي للفرد وتسهم في تفكك الأسرة”.
وتبقى النساء معرضات للاكتئاب بشكل عام أكثر من الرجال – بحسب الدكتورة دينا القباني – “فمن غير المستغرب أن ترتفع هذه المعدلات في ظل الظروف الاقتصادية، ﻷن المسؤوليات تضاعفت على المرأة السورية سواء ضغط مسؤوليات المنزل أم ضغط العمل وتربية الأطفال خاصةً أن الكثير من مراجعات العيادات النفسية يقضين أغلب الأوقات وحدهن مع الأطفال في ظل غياب الأب أغلب أيام الأسبوع بسبب الأعمال المتعددة والدوام لساعات طويلة”.
وأيدت ذلك الرأي الدكتورة نعمت الداهوك مشيرةً إلى أن “قلق الأب السوري بشأن تأمين مستلزمات العيش لأسرته جعله يعمل ليلاً ونهاراً هذا إذا وجد عملاً ما جعل غيابه يخلق مشكلة جديدة حملت الأم أعباء إضافية وأثرت في العلاقة الزوجية ما أفرز مشكلات لدى الأطفال”.
أما فيما يخض الشباب فقد أكدت القباني أن “الشباب السوري اليوم لديه الحلم الوردي الذي يمثله الخارج وعند سفره يصطدم بالواقع وهناك حالات انتحار بين الشباب المهاجرين، وحالات اكتئاب شديدة بسبب المقارنة بين حياة ‘السوشيال ميديا’ في الخارج وبين الواقع، فحالة الانفصام التي يعيشها الشاب بين الواقع وما يعرض على صفحات السوشيال ميديا تزيد من مشاعر اليأس والاكتئاب والشعور بالعجز”.
وأشارت إلى أن الشباب السوري حالياً “من أكثر الشرائح المعرضة للاكتئاب وزيارة العيادات النفسية لأنه أمام مرحلة بناء لنفسه وتخطيط لمستقبله والطريق صعب ومكلف اليوم، والظروف حوله في تدهور، فالطالب الجامعي السوري يتخرج في الجامعة والخوف يتملكه وهو يبحث عن فرصة عمل تلبي ما تبقى من أحلامه”.
وكانت هيومن رايتس ووتش قد أكدت في تقرير سابق العام الماضي أن أكثر من ٩٠ بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فيما ذكر فريق منسقو استجابة سوريا، منذ أيام، أن معدلات الفقر تتصاعد مع الارتفاع المستمر في اﻷسعار، مشيراً إلى “انتهاء الطبقة المتوسطة”.