أعلنت اﻷردن تشكيل خلية اتصال مشتركة مع سلطة اﻷسد بهدف مواجهة المخدرات القادمة من مناطق سيطرتها، وعبر الميليشيات المرتبطة بها، فيما تزداد محاولات التهريب كثافةً.
وقال وزير الداخلية مازن الفراية، اليوم السبت، إنه تم تأسيس خلية اتصال مشتركة مع العراق ولبنان وسلطة اﻷسد فيها ضباط ارتباط لمتابعة المعلومات وتتبع الشحنات حتى وجهتها النهائية “لمواجهة آفة المخدرات”.
وأضاف الفراية، في تصريحات صحفية عقب اجتماع عقد في عمّان حضره وزراء الداخلية اﻷربعة: إن خلية اتصال اﻷطراف اﻷربعة تعنى بتبادل الخبرات والتدريب والقدرات ومتابعة المعلومات سواء السابقة أو اللاحقة والتسليم المراقب وهو تتبع الشحنات الخارجة من الدول إلى وجهتها النهائية.
وأكد أن الوزراء اتفقوا على “وجود مشكلة كبيرة وهي مشكلة المخدرات”، وأن جميع المجتمعات تعاني منها، مبيناً أن “الدول تعمل على المستوى الوطني للتعامل مع هذه الظاهرة”، حيث أن الوزراء اتفقوا أنه “دون جهد تنسيقي مشترك من قبل الدول المجتمعة لن يكون هناك نتائج كالنتائج التي نصبوا إليها”.
وكانت اﻷطراف اﻷربعة قد عقدت صباح اليوم السبت اجتماعاً لبحث موضوع “آفة المخدرات ومكافحتها”، وكذلك “تعزيز التعاون في هذا الإطار لمواجهة التحديات المشتركة التي باتت خطرا يداهم مجتمعات المنطقة حيث أضحت هذه الآفة من أبرز المشكلات التي تهدد السلم المجتمعي”، وفقاً لما صرح به الناطق باسم وزارة الداخلية طارق المجالي.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد ردت الشهر الماضي على بيان لسلطة اﻷسد، رفضت من خلاله الادعاءات بأن أراضي اﻷردن كانت سابقاً مصدراً لتهديد أمن سوريا، مؤكدةً عزمها على إيقاف خطر المخدرات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الأردن “كان وسيبقى دوما صمام أمان ودعم وإسناد لسوريا الشقيقة ولشعبها الكريم في درعا والسويداء المجاروتين وفي كل أنحاء سوريا”.
وأكد البيان أن الأردن “مستمر في جهوده للمساعدة على إنهاء الأزمة السورية والتوصل لحل سياسي يحفظ أمن سوريا ووحدتها وسيادتها ويخلصها من الإرهاب والفوضى وعصابات المخدرات ويحقق جميع طموحات شعبها الشقيق”.
وأضاف أن قوات البلاد قادرة على حماية حدودها وأمنها من عصابات تهريب المخدرات والسلاح و”ستدحرهم وستنهي ما يمثلون من خطر”.
وكانت سلطة اﻷسد قد أعربت عن أسفها للضربات الجوية الأردنية جنوبي سوريا، معتبرةً أن “التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري لا ينسجم مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من الجانبين”، وأنه “لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية”.
وقالت سلطة اﻷسد إنها “تحاول احتواء تلك الغارات حرصاً منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية بين البلدين”.
يُذكر أن اﻷردن عقد لجاناً مشتركة مع سلطة اﻷسد خلال العام الماضي، هدفها التنسيق في “مكافحة المخدرات”، إلا أن تلك اللجان لم تُحدث أي تغيير، فيما تحذر اﻷردن من خطر يهدد أمنها وأمن المنطقة.