أعلنت المنظمة الطبية الأميركية-السورية (سامز)، وضع حجر الأساس لبناء “مدينة طبية” في منطقة “باب الهوى” الحدودية بريف إدلب الشمالي، وذلك خلال حفل أقامته أمس الخميس 18 كانون الثاني.
وشارك في حفل تدشين المدينة الطبية كلاً من “والي إقليم هاتاي التركي، ووفد من منظمة “آفاد” التركية، ونائب المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة، ديفيد كاردن، والذي تحدّث خلال كلمة ألقاها عن تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة شمال غربي سوريا، وخاصةً بعد كارثة زلزال شباط العام الماضي، والأعمال العدائية التي تشهدها المنطقة.
كما وحضر التدشين عدد غفير من ممثلي المنظمات والمؤسسات الإنسانية وعلى رأسهم “الدفاع المدني السوري والمنتدى السوري” المشاركان في التحالف العملياتي مع “سامز”، في إنشاء المدينة الطبية، إلى جانب مشاريع خدمية أخرى في منطقة شمال غربي سوريا.
وبحسب منظمة “سامز” فإن مساحة المدينة الطبية أو (مدينة الأحلام) كما أطلق عليها القائمون على الحفل، تبلغ نحو 12 هكتاراً، وتتسم طبيعتها العمرانية بـ”الطراز الأميركي”.
واعتبرت منظمة سامز أن مشروع المدينة الطبية من المفترض أن يمثل خطوة مهمة ونوعية نحو تعزيز الرعاية الصحية في شمال غرب سوريا.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة ليس مجرد افتتاح منشأة طبية جديدة، بل هي بداية رحلة فريدة تحمل في طياتها الأمل والمرونة والالتزام بالتغلب على تحديات الرعاية الصحية في شمال سوريا، مطالبةً المجتمع الدولي والمحلي للمشاركة الفعّالة في هذه الرحلة.
وتخلّل تدشين المدينة كلمة ألقاها رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية “مفضل حمادة”، أكّد خلالها على أن المدينة ستمثّل حلم الجالية الطبية السورية في المهجر وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، في خلق برنامج طبي إغاثي تعليمي يرفع مستوى الخدمات الطبية والتعليمية، كما وستقدم أحدث ما توصل إليه العلم والتكنولوجا لخدمة أهلهم في سوريا.
وأبدى حمادة عن أمله أن يكون هذا المشروع بداية لمستقبل زاهر لسوريا تتبعه مشاريع أخرى لتعزيز العلم والطب، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء المستقبل الذي تستحقه سوريا، معرباً أيضاً عن تمنيه أن يكون هذا المشروع الحلم مثلاً أعلى للطب والمعرفة والبحث العلمي للمنطقة بأسرها، ويساهم في رفع المستوى العلمي لسوريا كاملة والمنطقة بأسرها.
وتعهد حمادة بالتزام منظمة سامز بتلبية كافة احتياجات الرعاية الصحية ذات الجودة في المنطقة، قائلاً: “لن نكتفي بذلك، بل سنتجاوز هذه الحدود لنقدم مشاريع تغطي مجموعة واسعة من الاحتياجات الطبية والتعليمية”.
ووفقاً لمنظمة سامز فإن المدينة الطبية ستتميز ببنية هندسية مقاومة للزلازل، وستوفّر ممرات ومساحات خضراء لتحقيق التوازن بين الرعاية الطبية المقدمة وصحة البيئة، كما وستضم المدينة مشفى أكاديمي يتسع لـ 450 سريراً، ومرافق تخصصية كمركز الأورام ومركز طب العيون، وتهدف جميعها إلى تقديم خدمات صحية شاملة للمجتمع.
كما ستحوي المدينة على مرافق متخصّصة رائدة بالتدريب والتعليم الطبيين لكل من طلاب “كلية الطب وكلية التمريض”، كما ستحوي على مرافق تعليمية متطورة كمركز المحاكاة، التي ستزود مستقبلاً بأحدث التقنيات والتجهيزات لضمان تقديم رعاية صحية عالية الجودة.
ونتيجة سوء الرعاية الصحية في شمال غربي سوريا، أطلق عاملون في المؤسسات الطبية والإعلامية في الشمال السوري مؤخراً حملة تحت عنوان “أنقذوهم” لإنقاذ مرضى السرطان المحاصرون محلياً ودولياً داخل جغرافيا الشمال السوري المنسية أممياً وإنسانياً، داعين إلى تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية وتزويدهم بالمعدات الطبية والأدوية الكفيلة بإنقاذ المصابين بهذا المرض.
وأوضح بيان الحملة حينها أنه مع معاناة المرضى من الخوف والتهميش الطبي والغذائي والاستهداف الممنهج للمنطقة بالسلاح الكيماوي ازدادت معاناتهم إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، وحال بينهم وبين الحصول على العلاج في المشافي التركية.
ويوجد في الشمال السوري نحو حوالي 3000 مريض بالسرطان؛ منهن 600 بحاجة لجرعات إشعاعية فورية، ولم يسمح لمعظمهم بالدخول للعلاج في المشافي التركية، منذ شباط العام الماضي، بسبب عدم الجاهزية في “هاتاي” بعد كارثة الزلزال، منهم نحو 100 طفل و200 امرأة، وفقاً لمديرية الصحة في إدلب.