طالب الائتلاف الوطني السوري، اليوم الاثنين 15 كانون الثاني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة الاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية الأساسية للمهجّرين والنازحين السوريين في شمال سوريا خلال فصل الشتاء.
وشدّد الائتلاف الوطني على ضرورة توفير الدعم، إثر السيول والعواصف وانخفاض مستوى الدعم الإنساني الواصل إلى المناطق المحررة، نتيجة استمرار قبول الأمم المتحدة بتسييس الملف الإنساني، عبر ربط دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة سلطة الأسد بموافقته المسبقة.
واعتبر بيان الائتلاف الوطني أن ربط إدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين بموافقة سلطة الأسد، هو أحد ملامح التعامل الأممي الخاطئ مع ملف المساعدات، بسبب استغلال سلطة الأسد للملف كورقة ابتزاز إضافية تدعم قدرته على الاستمرار بتعطيل العملية السياسية في سوريا.
وحذّر بيان الائتلاف من خطورة الإهمال أو التقصير في دعم السكان في المناطق المحررة والذي سيؤدي إلى صعوبة الحياة على مئات الآلاف من الذين لا يجدون سوى خيمة بالكاد تستر أطفالهم من الأمطار والثلوج، مشيراً أن التقصير سيترتب عليه ازدياد نسبة العائلات تحت خط الجوع، مع خطر وشيك يهدد الملايين بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية اللازمة.
وطالب البيان في ختامه المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإيجاد آلية منصفة تمنع تسييس القضايا الإنسانية ولا سيما ملف المساعدات، وتضمن استمرار دخولها الآمن ودون أي تمييز من أي نوع كان، إلى المحتاجين في عموم سوريا بشكل مستمر، مع وجود نظام رقابة يضمن التوزيع العادل للمساعدات، ويراقب عمليات التوزيع داخل مناطق سيطرة يلطة الأسد؛ لتفادي سرقتها من قبل الميليشيات التابعة له؛ ذات النفوذ الواسع في مناطقه.
وسبق أن حثّ فريق منسقو استجابة سوريا”، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل على تخفيف معاناة النازحين والعمل على إيقافها من خلال زيادة وتيرة العمليات الإنسانية في المنطقة والعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة الممتدة منذ أكثر من عدة سنوات وحتى الآن لاسيما في فصل الشتاء.
ولفت الفريق إلى عودة الأضرار الناجمة عن الهطولات المطرية إلى مخيمات الشمال السوري في كافة المناطق، وقال إنه سجل الأضرار الأولية ضمن 19 مخيماً تقطنها الآلاف من العائلات النازحة مع استمرار العمل على تقييم الأضرار في باقي المخيمات.
ووفق الفريق شهدت عشرات المخيمات أضرار كبيرة ضمن الطرقات الداخلية والتي تعتبر أبرز الأسباب التي أدت إلى الأضرار لعدم صلاحيتها بشكل فعلي مما سبب صعوبات كبيرة في تحرك النازحين داخل وخارج المخيمات، لتضاف إلى الأضرار السابقة عن هطولات مطرية قبل عدة أيام.
وأكد الفريق أن المنطقة لم تشهد أي استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، موضحاً أن أكثر من مليوني نازح مقيمين في المخيمات أصبحوا عاجزين من تأمين أدنى احتياجاتهم اليومية، مع ارتفاع كبير ومستمر في أسعار المواد الغذائية ومواد التدفئة، مع عجز واضح وفجوات كبيرة بين احتياجات النازحين وعمليات الاستجابة الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الإنسانية.
وشدد على أن بقاء مئات الآلاف من المدنيين في مخيمات لايمكن تشبيهها إلا بالعراء والأماكن المفتوحة في انتظار حلول إنسانية أو سياسية ترضي النظام السوري وروسيا أصبحت غير مقبولة ولا بديل عنها إلا عودة النازحين والمهجرين قسراً إلى مدنهم وقراهم من جديد.
وكان كشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن الحاجة إلى 159.5 مليون دولار من أجل تنفيذ “التدخلات الحاسمة”، لمتابعة خطة الاستجابة الشاملة لموسم الشتاء 2023- 2024 في شمال غربي سوريا.
وأوضح المكتب أن الخطة تستهدف مساعدة 2.1 مليون محتاج، عبر توفير المواد الأساسية مثل وقود التدفئة، والمواقد، والأغطية البلاستيكية لتعزيز الخيام والبطانيات والملابس الشتوية، ولفت إلى أن الشركاء يعملون على تمهيد الطرقات، وتعزيز البنية التحتية الأساسية، وضمان قدرات الاستجابة لحالات الطوارئ، وتسهيل الوصول.
وتوقع المكتب أن يؤدي فصل الشتاء إلى تفاقم التحديات التي يواجهها السكان في شمال غربي سوريا، حيث تشكل الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك العواصف الثلجية المتوقعة ودرجات الحرارة الباردة والرياح القوية والأمطار والفيضانات المحتملة، تهديداً كبيراً لحياة السكان وإمكانية حصولهم على الخدمات الأساسية.