مضى 11 عاماً كاملاً على مجزرة جامع عبد القادر الحسيني في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، قرب العاصمة السورية دمشق، جنوبي البلاد، والتي ارتكبتها قوات اﻷسد والميليشيات الداعمة لها، بحق العشرات عقب حصار وقصف وتجويع.
وكانت الطائرات الحربية قد استهدفت المسجد في 16 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012، مما أودى بحياة 25 شخصاً فضلاً عن عشرات الجرحى، قبل أن تبدأ عملية التهجير.
وتعمدت قوات اﻷسد قصف جامع عبد القادر الحسيني في المخيم، ﻷنه كان يؤوي بداخله نازحين تجاوز عددهم 600 شخص، بحسب مصادر محلية، حيث كانت المنطقة التي تضم مليون شخص في المخيم ومحيطه تتعرض للقصف بشكل مستمر مما ألجأ المئات للاحتماء بالمسجد.
وقال الناشط الفلسطيني أحمد عدنان إنّ “الغارات على المخيم كانت تتويجاً لسلسلة من الغارات وعمليات القصف في تلك الفترة، لدفع سكان مخيم اليرموك لمغادرته وإفراغه، حيث بدأت عمليات القصف قبل 16 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012”.
وأضاف قائلاً: “كان هناك قصف في أغسطس/ آب على شارع الجاعونة قتل خلاله 20 شخصاً، وفي 16 ديسمبر ارتكب قوات اﻷسد مجزرة جامع عبد القادر الحسيني، وبدأ الأهالي بالنزوح من المخيم”، وفقاً لما أفاد به لموقع “العربي الجديد”.
وتواصلت عمليات النزوح حينها حتى أُفرغ المخيم خلال أسابيع قليلة، ثم فرضت قوات اﻷسد حصارها عليه خلال الأشهر الأولى من عام 2013، ومنعت من بقي في مخيم اليرموك من المغادرة في الشهر الخامس حيث اكتملت حالة الحصار و”بقي المئات فقط من الأشخاص ضمن المخيم”، بحسب عدنان.
وتبين للفلسطينيين فيما بعد أن سلطة اﻷسد تتبع “خطة لإنهاء وجود مخيم اليرموك”، حيث “تم تدمير نحو 60% من مباني المخيم تدميراً كلياً أو جزئياً دون دواعٍ عسكرية كما يحصل الآن في غزة عبر تحديد مربعات سكنية وتدميرها بالكامل، خاصة مدارس أونروا التي دُمِّرَت بالكامل والمراكز الصحية التابعة لها، وكل المراكز الخدمية بهدف منع عودة الأهالي إلى المخيم”.
من جانبه قال الناشط الفلسطيني أحمد طعمة لـ “مجموعة العمل من أضجل فلسطينيي سوريا” إن سكان مخيم اليرموك بدأوا يغادرونه وهم يحملون حقائبهم، في اليوم التالي للقصف عند الساعة السادسة صباحاً، متحدثاً عن حجم المأساة التي عاشها بعد وصوله إلى مكان وقوع المجزرة وحالة الانهيار التي أصيب بها بعد رؤية مشاهد الأشلاء والدماء.
يُذكر أن سلطة اﻷسد ارتكبت عدة مجازر بحق فلسطينيي سوريا، ممن رفضوا الانخراط معها في قمع الثورة السورية، كما تعرضوا للسجن واﻹخفاء القسري والتعذيب، خاصةً في “فرع فلسطين”.