أكدت صحيفة فرانكفورت راندشاو اﻷلمانية، في تقرير، أن البلاد تحتاج بشدة إلى عمل الصيادلة السوريين الذي يلعبون دوراً محورياً في استمرارية قطاع الصيدلة، مثنية على عملهم الجيد.
وقال التقرير إن العديد من الصيادلة في سوريا فروا من الحرب وحصلوا على ترخيص لممارسة الطب في بلد اللجوء، وهذا يساعد البلاد التي “تبحث بشدة عن موظفين متخصصين”.
وأكد الصيدلي الشاب “سومر حنا” من مدينة حمص أنه تعلم أن يتكلم اللغة الألمانية بطلاقة، ﻷنه وصل إلى ألمانيا في مرحلة مبكرة من حياته، وقال: “عندما كنت في الصف العاشر، بدأت الحرب في سوريا، وبعد تخرجي من المدرسة الثانوية، أردت الخروج من البلاد، كان لي عم في ألمانيا وكنت أعرف أنني أستطيع تحمل تكاليف الدراسة هناك؛ ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال التكلفة باهظة للغاية”.
وقد درس حنا الصيدلة في بون، على نفقته الخاصة، وفي عام 2021 حصل على رخصة لممارسة العمل، حيث يعمل اليوم صيدليًا إنتاجيًا لشركة الأدوية Pfizer في فرايبورغ وأيضًا في صيدلية عامة في عطلات نهاية الأسبوع.
وتشير الصحيفة إلى أن الشاب هو واحد من العديد من الأشخاص من أصل سوري يعملون كصيادلة في ألمانيا، ولا توجد أرقام دقيقة حول عددهم، لكن “من المحتمل جداً أن يكون السوريون الآن أكبر فئة أجنبية في هذه المهنة”.
ويسهم أيضًا الأطباء السوريون بقوة في البلاد، وتوجد أرقام أكثر دقة بالنسبة لهم؛ فوفقًا للجمعية الطبية الألمانية، تم تسجيل أكثر من 5600 طبيب يحملون الجنسية السورية في ألمانيا في نهاية عام 2022، بينما كان هناك في عام 2008 حوالي 700 طبيب فقط، وقد بلغت نسبة الأطباء السوريين بين جميع الأطباء الأجانب العاملين في ألمانيا العام الماضي 8.9 بالمئة.
ورغم أن “هذه الأرقام الدقيقة مفقودة بالنسبة للصيادلة، توجد هناك مؤشرات”، فوفقًا للاتحاد الفيدرالي لجمعيات الصيادلة الألمان، شارك ما مجموعه 984 صيدلانيًا أجنبيًا من 68 دولة في اختبار اللغة المتخصصة في عام 2022، ومن بين هؤلاء، كان 274 – أو 27.8% سوريين، ولم يكن هناك عدد أكبر من المرشحين من أي دولة أخرى.
وكان هذا هو الحال أيضاً في السنوات السابقة، ففي عام 2020، على سبيل المثال، كان هناك 792 مرشحًا، منهم 319 – أكثر من 40 بالمائة – جاءوا من سوريا، وفي عام 2018، قدم 410 مرشحين للامتحان من الدولة العربية، وهو رقم قياسي.
في بعض السنوات، تفوق عدد النساء السوريات المتقدمات للامتحان على عدد الرجال، وفي سنوات أخرى يكون الأمر على العكس من ذلك، ولا يتم احتساب سوى الأشخاص الذين يحملون الجنسية السورية في هذه الإحصائيات، والكلام دائماً للصحيفة.
وأوضح حنا أن “الجمعية السورية للأطباء والصيادلة في ألمانيا” (SyGAAD eV)، والتي تضم حاليًا أكثر من 400 عضو نشط، “تساعد الصيادلة الذين ما زالوا يعيشون في سوريا على القدوم إلى ألمانيا”، لكن هذا “غالبًا ما يستغرق الكثير من الوقت والبيروقراطية”.
يُذكر أن العديد من الصيدليات في ألمانيا تُضطر إلى الإغلاق لأنها لا تستطيع العثور على خلفاء للصيادلة الذين يصلون سن التقاعد أو يصابون بأمراض أو يتوفون، لذلك فإن المهاجرين يشكلون أهمية بالغة مع تقلص عدد الصيدليات في ألمانيا بسرعة، حيث كان هناك 17.733 صيدلية في جميع أنحاء البلاد في نهاية سبتمبر/أيلول، ولكن قبل عام كان العدد أكثر من 18.000، وفي عام 2005 كان أكثر من 21.000.