يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية الثامنة لتدخل القوات الروسية العسكري في سوريا، والذي بدأ في 30/ أيلول/ 2015، حيث شنّت المقاتلات الروسية أولى غاراتها وسط البلاد، وخلفت آلاف الضحايا على مدى سنوات.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي الثامن عن أبرز انتهاكات القوات الروسية، إن اﻷخيرة قتلت 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً، في عموم سوريا حتى اليوم.
كما وثّق التقرير وقوع 1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمساجد والمخيمات ومراكز ضخ الماء.
وأكدت الشبكة وقوف روسيا ضد إرادة التغيير الديمقراطي في سوريا منذ الأيام الأولى للحراك الشعبي، حيث قدمت للأسد “مختلف أشكال الدعم اللوجستي سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، ووقفت ضد أي إدانة دولية له في مجلس الأمن”، واستخدمت الفيتو 18 مرة، كانت 4 منها قبل التدخل العسكري، و14 بعد التدخل المباشر في سوريا.
كما صوّتت روسيا – وفقاً للتقرير – في جميع دورات مجلس حقوق الإنسان أي 21 مرة، ضد “كافة القرارات التي من شأنها أن تدين العنف والوحشية التي تتعامل بها سلطة اﻷسد مع مخالفيها، بل وحشدت الدول الحليفة لها مثل: الجزائر وفنزويلا وكوبا وغيرها للتصويت لصالحه”.
وقد شهدت محافظة إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ 629حادثة، أي ما نسبته 51 % من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء، وسجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ عام 2015.
وكان لحجم العنف المتصاعد الذي مارسته القوات الروسية الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، حيث ساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّتها الميليشيات الإيرانية في تشريد قرابة 4.8 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غيرَ مرة.
ولفتَ التقرير إلى أن السلطات في روسيا “تنكر إلى اليوم قيامها بأية هجمات ضدَّ المدنيين، وما زال وزير خارجيتها يصرح مراراً أن التدخل الروسي شرعي؛ لأن هذا التدخل كان بطلب من سلطة اﻷسد ولمحاربة تنظيم الدولة، ويؤكد لافروف بأنَّ بلاده مُلتزمة بقواعد القانون الدولي الإنساني، إلا أنه يتجاوز فكرة أن روسيا لم تقم بفتح تحقيق واحد حول المعلومات المؤكدة عن انخراط القوات الروسية في العديد من الهجمات بانتهاكات ترقى لتكون جرائم حرب بحسب عدد من التقارير الأممية والدولية والمحلية”.
وأوردت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن القوات الروسية ارتكبت ما لا يقل عن 360 مجزرة، كما شهد العام الأول لتدخلها الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 % من الحصيلة الإجمالية)، فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (38%).
كما وثق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلهم في محافظة حلب، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، إضافةً إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في محافظة إدلب التي سجلت الحصيلة الأعلى بين المحافظات، وكانت الحصيلة الأعلى من الضحايا في العام الأول من التدخل العسكري الروسي (قرابة 35 %) وفق ما أورده التقرير.
وسجلت الشبكة مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب، وطبقاً للتقرير فقد ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30/ أيلول/ 2023 ما لا يقل عن 1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 223 مدرسة، و207 منشأة طبية، و61 سوق، وبحسب الرسوم البيانية التي أوردها التقرير فقد شهد العام الأول للتدخل الروسي 452 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.